دكتر-محمد-بدوي

النهضة الفكرية الحديثة … كيف تنشأ؟

 الرئيسية/بدويات/النهضة الفكرية الحديثة … كيف تنشأ؟

بدويات

النهضة الفكرية الحديثة … كيف تنشأ؟

صالون الأميرة نازلي فاضل كأنموذج

د. محمد بدوي مصطفى

[email protected]

من منّا لا يعرف أن القراءة كنز ثمين وسر نهضة الأمم ودعامة أي نجاح في نهج التقدم في المنظومة الإنسانيّة. إن آفاق هذه العالم بلا حدود، تتجسم في هالات من نور، كلما نهل القارئ من معينها، تبدت له أسرار الدنيا في أحلى أثوابها. القراءة ناموس من نواميس الحياة بل سفينة تحمل كل من امتطاها إلى بر الأمان فلماذا لا نصاحب ركبها وركب الأمم التي وصلت درجة لا توصف من الرقي بفضل اتساع آفاق شعوبها عبر العلم والمعرفة التي سخروها لهم حتى تكون في متناول الجميع.

لقد كنت ذات يوم أتجول في قلب مدينة كونستانس الألمانية فإذا بي أجد في الساحة العامة مكتبات ضخمة في شكل سيارات، وفي منتصف الساحة انتصب مسرح لإلقاء محاضرات وتقديم الكتب، ومن ثمة أرفف وخزانات للكتب متنقلة تجدها في كل ركن من أركان هذه الساحة والأجمل – وحتى لا يقتعد الناس أرض الساحة – أحضر القائمون على الأمر مساند، كراسي طويلة ومراجيح تهافتت عليها الخلوق وانغرسوا بداخلها في وحدة ووحشة إلا من كتاب. 

https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4442384277597818&output=html&h=280&adk=1920004251&adf=204844105&pi=t.aa~a.2287525332~i.9~rp.4&w=770&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1711835113&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5208028554&ad_type=text_image&format=770×280&url=https%3A%2F%2Falmadayinpost.com%2F2505.html&fwr=0&pra=3&rh=193&rw=770&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTAuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiJdLFsiTm90OkEtQnJhbmQiLCI4LjAuMC4wIl0sWyJDaHJvbWl1bSIsIjEyMy4wLjYzMTIuODYiXV0sMF0.&dt=1711835113233&bpp=3&bdt=1517&idt=-M&shv=r20240327&mjsv=m202403250101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3064baec1a0ee602%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_Mbc_1bSSZaOjb9H7V5qe6ABMK-FjQ&gpic=UID%3D00000d86198f0099%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_MbBwFJiL8tgHiaXTEwISSM7BbpjOQ&eo_id_str=ID%3Dbf93c8cf327bf4e1%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DAA-AfjZwJmFEVwVsXy9ouQB8l4bF&prev_fmts=0x0%2C1170x280&nras=3&correlator=5279978751061&frm=20&pv=1&ga_vid=1813825189.1711832694&ga_sid=1711835113&ga_hid=70504503&ga_fc=1&ga_cid=1333238144.1711832694&u_tz=120&u_his=1&u_h=1080&u_w=1920&u_ah=1040&u_aw=1920&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=767&ady=2376&biw=1903&bih=953&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C44795921%2C95325428%2C95325974%2C95322183%2C95328826%2C21065724%2C31078663%2C31078665%2C31078668%2C31078670&oid=2&pvsid=3255461925920876&tmod=2139028651&uas=0&nvt=1&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1920%2C0%2C1920%2C1040%2C1920%2C953&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=1&td=1&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=3&uci=a!3&btvi=1&fsb=1&dtd=16

هذا الكنز: القراءة، عالم حقيقي تتفتح بنوره الألباب، وتتسع بلبناته المدارك وتنداح بموسوعيته سحب الليل البهيم وتنجلي إلى ما لا نهاية، فيجد الفرد منّا نفسه أمام وسيلة ثرّة من الإلهام العلميّ ومن المعرفة النورانيّة اللتان تمكنانه بدون أدنى شك أن يغيّر سراط حياته وحيوات من حوله إلى الأفضل. فنحن في غدنا المشرق نحتاج لهذه الوسيلة لنبتعد عن الإسهاب في اللغو داخل مجموعات الواتساب الوهمية التي شغلت العالم العربي بأثره عن مسؤولياته وبالأخص شغلته عن إعمال العقل والمشاركة في تنمية مجتمعاتنا في ظل المنظومة العالمية التي تنشد رقي الخلق والخلائق.

إنه يا سادتي ورغم أهمية القراءة والكم الكبير من الإصدارات العالمية التي هي في متناول الجميع عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي دهاليز الإنترنت إلا أنّ هناك تراجعا ملحوظا في مستوى القراءة في جميع الدول العربية، وهو ما أكده خبراء اليونسكو. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن أن نعالج هذه الظاهرة السلبيّة؟ وبادئ ذي بدء ما هي أسبابها؟ أهو وجود كل أفراد الأسرة طوال اليوم داخل مجموعات الواتساب وفي الفيس بوك؟ هب أن بعضهم يقرأ في هذه المجموعات، فماذا يقرأ؟ وكيف يمكن لنا أن نحث صغارنا وكبارنا على حد سواء ونشجعهم على القراءة. لم أر بين الألمان هذا الاهتمام المتفاقم بمجموعات الواتساب! وإن كانت لهم مجموعة فتجد أن التعامل معها تحده الجدية والحرص واختصار المضامين. لا بأس أن كان الإنسان داخل مجموعات ترسل المفيد اللطيف الذي يخفف على المرء حدّة الروتين اليوميّ لكن لابد لنا أن نناقش الفرط في التعامل معها، فمشاكل الاستعمال الخاطئ لشبكات التواصل الاجتماعي ستؤدي، إن لم نتداركها في السنوات المقبلة، إلى كارثة معرفيّة حقيقية لا تحمد عقباها. لذا يجب أن نتدارك خطورة الظاهرة وينبغي علينا أن نضافر الجهود حتى نجد الحل الناجع لها وأن نحث أطفالنا، من جهة أخرى، إلى الخروج من العالم الوهمي في النت إلى عالم الحقيقة: الرياضة، الموسيقى، المكتبات، دور الشباب، الخ. وأن نسلحهم بطرق التعامل السليم مع شبكات التواصل الاجتماعي لأنها سلاح ذو حدين.

https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4442384277597818&output=html&h=280&adk=1920004251&adf=4000020250&pi=t.aa~a.2287525332~i.13~rp.4&w=770&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1711835113&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5208028554&ad_type=text_image&format=770×280&url=https%3A%2F%2Falmadayinpost.com%2F2505.html&fwr=0&pra=3&rh=193&rw=770&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTAuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiJdLFsiTm90OkEtQnJhbmQiLCI4LjAuMC4wIl0sWyJDaHJvbWl1bSIsIjEyMy4wLjYzMTIuODYiXV0sMF0.&dt=1711835113233&bpp=1&bdt=1517&idt=2&shv=r20240327&mjsv=m202403250101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3064baec1a0ee602%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_Mbc_1bSSZaOjb9H7V5qe6ABMK-FjQ&gpic=UID%3D00000d86198f0099%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_MbBwFJiL8tgHiaXTEwISSM7BbpjOQ&eo_id_str=ID%3Dbf93c8cf327bf4e1%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DAA-AfjZwJmFEVwVsXy9ouQB8l4bF&prev_fmts=0x0%2C1170x280%2C770x280&nras=4&correlator=5279978751061&frm=20&pv=1&ga_vid=1813825189.1711832694&ga_sid=1711835113&ga_hid=70504503&ga_fc=1&ga_cid=1333238144.1711832694&u_tz=120&u_his=1&u_h=1080&u_w=1920&u_ah=1040&u_aw=1920&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=767&ady=3466&biw=1903&bih=953&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C44795921%2C95325428%2C95325974%2C95322183%2C95328826%2C21065724%2C31078663%2C31078665%2C31078668%2C31078670&oid=2&pvsid=3255461925920876&tmod=2139028651&uas=0&nvt=1&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1920%2C0%2C1920%2C1040%2C1920%2C953&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=1&td=1&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=4&uci=a!4&btvi=2&fsb=1&dtd=29

لا يخفى على أحد منّا أن بلداننا في العالم العربي تواجه بأثرها تحديات ثقافية، اجتماعية، سياسية واقتصادية لا يتسع المجال لذكرها في هذه السانحة. فنحن نعاني كل يوم من صعاب ومشقات وحواجز بنيناها بأنفسنا. منذ استقلال الدول العربية باسرها والإنسان العربي في صراع دائم نحو الأفضل. فها هي ذا دول نامية عديدة قد أطلقوا العنان، في غضون بضع سنوات عجاف، لنهضة تبحث عن مثيل. فلنسأل أنفسنا بصدق وأمانة عن دورنا في منطقتنا وعن دورنا في العالم بين الشعوب التي نشير إليها الآن بالبنان. الإجابة، لا شيء. نحن نشير إليهم بقلوبنا ونعتز بأعمالهم في بلادنا، فالجسور والمصانع ومحطات الكهرباء والمطارات وحتى مستلزمات الحياة اليومية نستوردها منهم دون أدنى حرج؛ نأكل من بيرغر كنج وماكدونالد ونشرب الكوكاكولا ونغسل بمستر بروبر ونركب النيسان والتويوتا. لكن إلى متى تبقى الأحوال على هذا المنوال، ألا نريد رقيا لشعوبنا؟ ألا ننشد مستقبلا نيرا لأبنائنا؟ فكل بلد من بلادنا العربية تعاني من قلة المستوى المعرفي، مثلها مثل دول العالم الثالث؛ كلنا نعاني ضعفاً في معدَّلات النمو في حصة الفرد من إجمالي الناتج المحلي، مقارنة بمعدلات النمو في اقتصادات الدول المتقدمة في آسيا وأروبا. بيد أننا الأسرع نمّواً في العالم من الناحية السكانية. هذا يعني أننا ننمو سكانيا ولكن لا فكريا، فأين العقول العربية التي تنال جوائز نوبل في العلوم؟ أين المؤلفات العربية في المكتبات الغربية؟ أين الكتاب العرب، أين المثقفون العرب؟ أين نشاط الترجمة الذي عرفناه في القرون الوسطى في الأندلس وفي دار الحكمة ببغداد؟ أين نحن من تعاليم أدياننا الحنيفة، كالنظافة والرفق بالحيوان والرفق بالبيئة، والإتقان في العمل؟

https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4442384277597818&output=html&h=280&adk=1920004251&adf=4034587807&pi=t.aa~a.2287525332~i.15~rp.4&w=770&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1711835113&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5208028554&ad_type=text_image&format=770×280&url=https%3A%2F%2Falmadayinpost.com%2F2505.html&fwr=0&pra=3&rh=193&rw=770&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTAuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiJdLFsiTm90OkEtQnJhbmQiLCI4LjAuMC4wIl0sWyJDaHJvbWl1bSIsIjEyMy4wLjYzMTIuODYiXV0sMF0.&dt=1711835113239&bpp=3&bdt=1524&idt=3&shv=r20240327&mjsv=m202403250101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3064baec1a0ee602%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_Mbc_1bSSZaOjb9H7V5qe6ABMK-FjQ&gpic=UID%3D00000d86198f0099%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_MbBwFJiL8tgHiaXTEwISSM7BbpjOQ&eo_id_str=ID%3Dbf93c8cf327bf4e1%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DAA-AfjZwJmFEVwVsXy9ouQB8l4bF&prev_fmts=0x0%2C1170x280%2C770x280%2C770x280%2C345x280&nras=6&correlator=5279978751061&frm=20&pv=1&ga_vid=1813825189.1711832694&ga_sid=1711835113&ga_hid=70504503&ga_fc=1&ga_cid=1333238144.1711832694&u_tz=120&u_his=1&u_h=1080&u_w=1920&u_ah=1040&u_aw=1920&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=767&ady=4099&biw=1903&bih=953&scr_x=0&scr_y=437&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C44795921%2C95325428%2C95325974%2C95322183%2C95328826%2C21065724%2C31078663%2C31078665%2C31078668%2C31078670&oid=2&pvsid=3255461925920876&tmod=2139028651&uas=3&nvt=1&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1920%2C0%2C1920%2C1040%2C1920%2C953&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=1&td=1&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=5&uci=a!5&btvi=4&fsb=1&dtd=453

لابد أن يكون بكل فرد منّا نار مستعرة، متقدة وعارمة راغبة في بناء مستقبل أفضل لشعوبنا وأهلنا الذين مازالوا يعانون من مشاق تتعلق بأبجديات الحياة اليومية، من قلة المعرفة والتوعية والرعاية الصحية والاجتماعية، وشح الماء النظيف، وقطع الكهرباء وندرة المواد التموينية، وشح الأجر وهبوط مستوى التعليم الأكاديمي والمدرسي وسوء البنى التحتيّة من شوارع، جسور ومواصلات حديثة. يجب علينا تحويل التحدِّيات إلى فرص حقيقية، لكي نصل إلى بر الأمان رافعين رؤوسنا بين الأمم بأعمال ثرية، واضعين بلادنا وشعوبنا وحب العمل والخير لها في قلوبنا، متطلعين إلى مستقبل أفضل وحياة تتسم بالإخلاص في العمل والإتقان في كل المجالات الحرفية، التعليمية والعلمية.

إن نجاح شعوبنا ورقي بلادنا يرتكز على توطيد وتأسيس مناخ معرفيّ شامل وعلى تعليم وتحفيز وتنشِئة براعم اليوم وقواد الغد إلى بناء مستقبل أفضل

3كوكاس-scaled

ذاكرة الغياب … رواية للأديب عبد العزيز كوكاس (2-2)

 الرئيسية/بدويات/ذاكرة الغياب … رواية للأديب عبد العزيز كوكاس (2-2)

بدوياتسلايدر

ذاكرة الغياب … رواية للأديب عبد العزيز كوكاس (2-2)

ريشة قلّما يجود بها الزمان

د. محمد بدوي مصطفى

“مرجيحة” الصحافة، التاريخ والأدب:

أن يتمرجح كاتب من الكتاب، بين الصحافة والتاريخ والأدب، بين فنون القلم، همساته، نفحاته وآهاته، فهذه سمّة قلما نجدها عند أهل الصحافة. فالانزواء والتكدس صارا من الأمور السهلة على عكس ارتياد الحقول الوعرة الأخرى، التي صارت خاصة بالنخبة، إذ أنّ ذلك يطلب معرفة شمولية ومقدرات فائقة في فك طلاسم الأحداث، وقدرة تحليلية دقيقة في التعامل مع المعطيات، فضلًا عن إمكانية هضم كل هذا الكم الهائل في زمن العولمة وتبسيطه وصياغته في ثوب مجدول بالحقائق والحوادث والمعطيات للقارئ كوجبة دسمة على مائدة من ذهب. إنّ الأديب عبد العزيز كوكاس هو من قلة قليلة تتقن هذا التمرجح، بين فنون القلم وسرد الحكايات والتفرقة بين المتخيل والحقيقة الدامغة في سرديات التاريخ. فالقراءة مثلًا في عموده “كوكاسيات” وغيرها من التحف الصحفية والأدبية الأخرى، تقودنا إلى نصوص صحيفة مصاغة في ثوب أدبيّ رفيع، هو لونه وحسّه الذي انصقلت فيه كل هذه الخبرات المتشظية والإدراك التام لماهية الحدث وأهميته لدى القارئ الثاقب. نحس عند ارتياد إحدى مقالاته أنّنا أمام موسوعة شاملة نلتمس شموليتها في كل جوانب ما يسطره قلمه، كما نجد بين هذا وذاك ثقافة عالية خلوقة وخلاقة، تتسم بالبراحة والاتساع، فرحة حينًا وحزينة حينًا آخر، تمد من خلالها آماله وآمال من يصوغ لهم الكلم، فلا يرميه على عواهنه بل يجزل التوثيق والتعريف بما يكتب عنه. نحس أيضًا شغفه بالإلمام بالعلوم المختلفة، تحسسه المستمر لتتبع سير الفلاسفة والأدباء والكتاب من المحيط إلى الخليج، فضلًا عن إلمامه بمآثر ما كتبه صناع الحضارة بالغرب، من فلاسفة وأدباء وشعراء. له مجموعات ثرّة يجتهد فيها أيما اجتهاد، فهي تتضمن ببهلوانية تشحذ الألباب يحيك فيها مختلف الفنون والعلوم، منها على سبيل المثال لا الحصر: الفن السابع وكتب استثنائية. وهذه الأخيرة كنز من كنوز العلم الزاخرة وبحر من بحوره الفاخرة تتدفق ثناياها كل يوم بما لذ وطاب من المؤلفات الوازنة، منها المندثرة والتي اجتهد في أن تطرح في صحن هذه المجموعة بين القراء مرّة أخرى.

وقد سالت في شأنه الكثير من الأحبار نذكر على سبيل المثال صديقه حسن أوريد الذي لخص شخصيته بما يسعد القلب عند قراءته فهاكم ما قاله:

https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4442384277597818&output=html&h=280&adk=1920004251&adf=204844105&pi=t.aa~a.2287525332~i.7~rp.4&w=770&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1711834846&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5208028554&ad_type=text_image&format=770×280&url=https%3A%2F%2Falmadayinpost.com%2F13087.html&fwr=0&pra=3&rh=193&rw=770&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTAuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiJdLFsiTm90OkEtQnJhbmQiLCI4LjAuMC4wIl0sWyJDaHJvbWl1bSIsIjEyMy4wLjYzMTIuODYiXV0sMF0.&dt=1711834846226&bpp=2&bdt=1554&idt=2&shv=r20240327&mjsv=m202403250101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3064baec1a0ee602%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_Mbc_1bSSZaOjb9H7V5qe6ABMK-FjQ&gpic=UID%3D00000d86198f0099%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_MbBwFJiL8tgHiaXTEwISSM7BbpjOQ&eo_id_str=ID%3Dbf93c8cf327bf4e1%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DAA-AfjZwJmFEVwVsXy9ouQB8l4bF&prev_fmts=0x0%2C1170x280&nras=3&correlator=843002626061&frm=20&pv=1&ga_vid=1333238144.1711832694&ga_sid=1711834846&ga_hid=1581425293&ga_fc=1&u_tz=120&u_his=1&u_h=1080&u_w=1920&u_ah=1040&u_aw=1920&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=767&ady=3030&biw=1903&bih=953&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31082031%2C31082198%2C44795921%2C95326315%2C95320377%2C95328826%2C31078663%2C31078665%2C31078668%2C31078670&oid=2&pvsid=537005923496520&tmod=2139028651&uas=0&nvt=1&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1920%2C0%2C1920%2C1040%2C1920%2C953&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=1&td=1&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=3&uci=a!3&btvi=1&fsb=1&dtd=33

“ومما يضفي أهمية على كتابات كوكاس، ثقافته الواسعة ووعيه التاريخي وشغبه الذي يعرفه كل من احتك به وهو الشغب الذي يقدح شعلة الحس النقدي”. بهذا التقديم المشع، الذي كتبه الباحث والروائي حسن أوريد يمهر الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس كتابه الجديد “براد المخزن ونخبة السكر”، وهو كتاب صادر عن منشورات النورس في يناير الجاري، ويضم بين دفتيه سلسلة من المقالات في التحليل الإخباري والسياسي لقضايا ملحة وشمت الزمن المغربي طيلة عقدين من الزمن.”

أحلام غير منتهية:

يسرد الأديب عبد العزيز كوكاس في تقديم لأحد كتبه “أحلام غير منتهية” الآتي:

“ما يتضمنه الجزء الثاني من كتابي “أحلام غير منتهية الصلاحية” الذي اخترت له عنوانا مغايرا كما الأمر فيما سيأتي من أجزاء متتالية: “براد المخزن ونخبة السكر”، هو سلسلة مقالات للتعبير عن الرأي، معظمها كان عبارة عن افتتاحيات في أكبر الأسبوعيات التي وشمت الجسد الصحافي المغربي والتي تحملت بها رئاسة التحرير أو إدارة الجريدة في لحظة مفصلية، أو مقالات تحليلية لأحداث ووقائع سياسية آنية في مرحلة متميزة من الزمن السياسي المغربي مع نهاية قرن وبداية آخر، أفول عهد وميلاد عهد جديد.. ما أسميه دوما بزمن العتبة، بمخاضاته الكبرى، بأحلامه التي حررت الطاقات والأصوات، بخيباته وتوهجاته، بأسراره الحارقة التي كنت في قلب جزء منها.. شاهدا على تفاعلاتها أو مجرد متتبع لها.. بما يعني أن هذه الكتابات كانت في قلب بوتقة انصهار المواد الأولية في الفرن الأساسي لهذه المرحلة”.

https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4442384277597818&output=html&h=280&adk=1920004251&adf=4000020250&pi=t.aa~a.2287525332~i.15~rp.4&w=770&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1711834846&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5208028554&ad_type=text_image&format=770×280&url=https%3A%2F%2Falmadayinpost.com%2F13087.html&fwr=0&pra=3&rh=193&rw=770&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTAuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiJdLFsiTm90OkEtQnJhbmQiLCI4LjAuMC4wIl0sWyJDaHJvbWl1bSIsIjEyMy4wLjYzMTIuODYiXV0sMF0.&dt=1711834846235&bpp=2&bdt=1562&idt=2&shv=r20240327&mjsv=m202403250101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3064baec1a0ee602%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_Mbc_1bSSZaOjb9H7V5qe6ABMK-FjQ&gpic=UID%3D00000d86198f0099%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_MbBwFJiL8tgHiaXTEwISSM7BbpjOQ&eo_id_str=ID%3Dbf93c8cf327bf4e1%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DAA-AfjZwJmFEVwVsXy9ouQB8l4bF&prev_fmts=0x0%2C1170x280%2C770x280%2C345x280&nras=5&correlator=843002626061&frm=20&pv=1&ga_vid=1333238144.1711832694&ga_sid=1711834846&ga_hid=1581425293&ga_fc=1&u_tz=120&u_his=1&u_h=1080&u_w=1920&u_ah=1040&u_aw=1920&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=767&ady=3738&biw=1903&bih=953&scr_x=0&scr_y=0&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31082031%2C31082198%2C44795921%2C95326315%2C95320377%2C95328826%2C31078663%2C31078665%2C31078668%2C31078670&oid=2&pvsid=537005923496520&tmod=2139028651&uas=0&nvt=1&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1920%2C0%2C1920%2C1040%2C1920%2C953&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=1&td=1&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=4&uci=a!4&btvi=3&fsb=1&dtd=275

في مقال نشر بصحيفة الغد ٢٤ بعنوان: الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس يصدر كتابه الجديد “براد المخزن ونخبة السكر”

بلغة شفيفة تمتح من الأدب وإن كانت تحاكي الوقائع والأحداث الجارة، وإن اتكأت على منطق التحليل الصحافي والسياسي فإنها لا تعدم خيالا مبدعا، هو ما جعل الكاتب والإعلامي محمد الصديق معنينو يقول عنها وعن كتابات المؤلف عموما: “عبد العزيز كوكاس صحفي خاض غمار مهنة الصحافة وامتحن صعوباتها وترك بصمات جلية على جبينها بعد تجارب أكيدة في منابر متعددة، حافظ خلالها على نقاوة مهنية رغم اشتغاله في أجواء عاصفة أبان خلالها عن قدرة هائلة لقراءة واقعية للأحداث وسط اختلاط الأوراق وتضارب المقتربات.. في كتاباته مزيج من الأدب والصحافة فهو الأديب الصحافي والصحافي الأديب يعرض دائما أفكارا مرتبة وفق منهجية علمية كأنه أستاذ للرياضيات مع أسلوب سلس وخيال غني كأنه أستاذ مبرز في الأدب.. سلاحه طيلة هذا المسار سحر الابتسامة وحسن السلوك ووداعة الحوار مما يمنحه قدرة على التواصل ويجعل مجالسته فترة تبادل وسعادة”.

https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4442384277597818&output=html&h=280&adk=1920004251&adf=4034587807&pi=t.aa~a.2287525332~i.19~rp.4&w=770&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1711834847&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5208028554&ad_type=text_image&format=770×280&url=https%3A%2F%2Falmadayinpost.com%2F13087.html&fwr=0&pra=3&rh=193&rw=770&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTAuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiJdLFsiTm90OkEtQnJhbmQiLCI4LjAuMC4wIl0sWyJDaHJvbWl1bSIsIjEyMy4wLjYzMTIuODYiXV0sMF0.&dt=1711834846242&bpp=1&bdt=1570&idt=1&shv=r20240327&mjsv=m202403250101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3064baec1a0ee602%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_Mbc_1bSSZaOjb9H7V5qe6ABMK-FjQ&gpic=UID%3D00000d86198f0099%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_MbBwFJiL8tgHiaXTEwISSM7BbpjOQ&eo_id_str=ID%3Dbf93c8cf327bf4e1%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DAA-AfjZwJmFEVwVsXy9ouQB8l4bF&prev_fmts=0x0%2C1170x280%2C770x280%2C345x280%2C770x280&nras=6&correlator=843002626061&frm=20&pv=1&ga_vid=1333238144.1711832694&ga_sid=1711834846&ga_hid=1581425293&ga_fc=1&u_tz=120&u_his=1&u_h=1080&u_w=1920&u_ah=1040&u_aw=1920&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=767&ady=4206&biw=1903&bih=953&scr_x=0&scr_y=400&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31082031%2C31082198%2C44795921%2C95326315%2C95320377%2C95328826%2C31078663%2C31078665%2C31078668%2C31078670&oid=2&pvsid=537005923496520&tmod=2139028651&uas=3&nvt=1&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1920%2C0%2C1920%2C1040%2C1920%2C953&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=1&td=1&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=5&uci=a!5&btvi=4&fsb=1&dtd=1448

من بين المقالات الطريفة التي تضمنها كتاب “براد المخزن ونخبة السكر” بالإضافة إلى مقال يحمل ذات العنوان، نقرأ: “الفرجة وسوق السياسة”. “الجزائر تأكل الطباشير وبوليساريو تمسح السبورة”، “الموت الاستثنائي للطغاة ملغز يحتاج إلى إخراج مسرحي”، “احتمال نشوب حرب بين المغرب والجزائر لم يعد مستحيلا”، “كوفيد 19 يدفعنا لنتحول جميعا إلى ساردي حكايات لننجو من الموت”، “خلفيات هوس تبون الجزائري بالمغرب”، “وزير حلو في حكومة مُرة”، “معاول الهدم والحنق الأعمى لا تضيف لبنة واحدة للمعمار الديمقراطي”، “أسرار لقاء الحسن الثاني وهواري بومدين الذي لم يكتب له أن يحدث” و”دون كيشوت وطارق بن زياد لن يقيما حفلا للعشاء الأخير”. (نهاية الاقتباس).

كوكاس الصحفي والإعلامي المتميز:

التقيته ربما مرتين في حياتي، كانت الثانية عندما حملت له روايته “ذاكرة الغياب”، فكان اللقاء حميمًا تحفه محبة وصداقة دفينة، رغم الشقة التي تفرق بيننا، فهو في المغرب وأنا في أقصى الشمال، بكونستانس ألمانيا. كان حديثنا وأحاديثنا رغم قصر المدّة وتهافت الأصدقاء عليه بين أروقة معرض الكتاب بالرباط دسماً سلسًا وعميقًا. التقينا وافترقنا في غضون ساعة من الزمان وكان بصحبتي الأستاذ ناصر جبريل الذي عمل معه في إحدى الصحف ويكن له كل التقدير والاحترام. وكم من مرّة حدثني جبريل عنه وعن قلمه الجريء الوازن. لقد ارتبط اسم هذه الأيقونة الإعلامية برئاسة تحرير العديد من الصحف الأسبوعية المغربية المستقلة، ومن أولى كتابته الأدبية، مثال “ذاكرة الغياب” ظل كوكاس ينسج أسلوبه وفنّه السرديّ المتميز والخاص به وحده في كتابات تتماهى بين بين دواوين الشعر وغوايتها وبين النثر وسحره، كتاباته الصحافية تجمع بين الفائدة والمتعة، وكتاباته الأدبية يستهويها تتبع التفاصيل الدقيقة والإقامة في ثنايا الهامشي، الذي تحول إلى مركز في “سطوة العتمة”، وفي كتابه الشذري “الصحو مثير للضجر” فجر طاقة لغوية مكثفة منحوتة بدقة، كتابة متشظية تجعل التأمل في المنفلت والعابر، واللامرئي موضوعها بامتياز، وفي كتابه “في حضرة الإمبراطور كوفيد التاسع عشر” الذي قدم له المفكر الراحل محمد سبيلا يجعل نضحك حتى في زمن الحسرة والحزن المعمم وهو يساءل قضايا كبرى أثارها وباء كورونا الكاسح.

إصدارات كوكاس:

• “ذاكرة الغياب”(رواية): الطبعة الأولى (2001) والثانية (٢٠٠٧) والثالثة (٢٠٢٢)

• “سطوة العتمة” (نصوص إبداعية): (٢٠٠٩)

• “اللعب في مملكة السلطان.. في امتداح النص) (٢٠١٤)

• “الصحو مثير للضجر”، عن منشورات إيديسيون بلوس (٢٠١٧)

• “رؤية مغايرة لحركة بوليساريو.. من أحلام التحرر إلى أوهام الانفصال” في ثلاث طبعات.

https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?client=ca-pub-4442384277597818&output=html&h=280&adk=1920004251&adf=2633086554&pi=t.aa~a.2287525332~i.38~rp.4&w=770&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1711834867&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5208028554&ad_type=text_image&format=770×280&url=https%3A%2F%2Falmadayinpost.com%2F13087.html&fwr=0&pra=3&rh=193&rw=770&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTAuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTIzLjAuNjMxMi44NiJdLFsiTm90OkEtQnJhbmQiLCI4LjAuMC4wIl0sWyJDaHJvbWl1bSIsIjEyMy4wLjYzMTIuODYiXV0sMF0.&dt=1711834846248&bpp=2&bdt=1575&idt=2&shv=r20240327&mjsv=m202403250101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D3064baec1a0ee602%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_Mbc_1bSSZaOjb9H7V5qe6ABMK-FjQ&gpic=UID%3D00000d86198f0099%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DALNI_MbBwFJiL8tgHiaXTEwISSM7BbpjOQ&eo_id_str=ID%3Dbf93c8cf327bf4e1%3AT%3D1711832694%3ART%3D1711834846%3AS%3DAA-AfjZwJmFEVwVsXy9ouQB8l4bF&prev_fmts=0x0%2C1170x280%2C770x280%2C345x280%2C770x280%2C770x280&nras=7&correlator=843002626061&frm=20&pv=1&ga_vid=1333238144.1711832694&ga_sid=1711834846&ga_hid=1581425293&ga_fc=1&u_tz=120&u_his=1&u_h=1080&u_w=1920&u_ah=1040&u_aw=1920&u_cd=24&u_sd=1&dmc=8&adx=767&ady=5495&biw=1903&bih=953&scr_x=0&scr_y=1753&eid=44759875%2C44759926%2C44759837%2C31082031%2C31082198%2C44795921%2C95326315%2C95320377%2C95328826%2C31078663%2C31078665%2C31078668%2C31078670&oid=2&pvsid=537005923496520&tmod=2139028651&uas=3&nvt=1&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1920%2C0%2C1920%2C1040%2C1920%2C953&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=1&td=1&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=6&uci=a!6&btvi=5&fsb=1&dtd=20954

• “أحلام غير منتهية الصلاحية.. في وصف حالنا” (٢٠١٩)

• ترجم كتاب “المغرب على الخط الأمامي لجبهة الحرب: الإرهاب، التطرف، الصحراء” للمحقق الفرنسي ألان جوردان، الصادر في طبعتين.

• “في حضرة الإمبراطور المعظم كوفيد التاسع عشر” عن منشورات النورس (٢٠٢٠)

• “فتنة بذرة الجمال.. محاولات في مداعبة النص” عن منشورات النورس (٢٠٢١)

قال الكبار عن رواياته:

عبد الجبار السحيمي:

لا أدري من أي معجم تستقي كلماتك المرحة وهذه التعابير التي ترشح بحيوية نادرة، حتى وهي ترصد أحزاننا وسقطاتنا تحافظ على رشاقتها وحبورها الأدبي، ظللت أداوم على تتبع كتاباتك كحبات الدواء اللازم لتوازني الوجودي، وها أنا أصبحت مدمنا على كلماتك الأنيقة.. لو تدرك إلى أي حد أصبحت دائي الضروري للاستمرار في التفاؤل.

محمد الساسي:

عبد العزيز كوكاس مبدع قبل أن يكون صحافيا وظل يمارس الكتابة الصحافية بنفس إبداعي.. إنه قلم جيد، صحافي ذكي، مرح، سديد، لمّاح، منصت ومتتبع جيد لما يحدث، وملم بكل تفاصيل الحياة السياسية، حاضر باستمرار بكتاباته، وتحليلاته الصحافية العميقة ظلت سندا للسياسيين في فهم مجريات الحياة السياسية.. عندما تقرأ كتابات الأستاذ كوكاس الصحافية تحس أنها تجمع ما بين الإشراق الإبداعي والمتابعة الدقيقة للأخبار وتحليل الوقائع.

عبد القادر الشاوي:

لم أقرأ لكوكاس على امتداد عقدين من الزمن إلا ما صدر عنه، كتابة في غالب الأحيان، في صيغة تأملات فكرية مثمرة زَادُها المعرفة الجادة: إن كان الموضوع سياسيا تغلب عليه بالأسئلة والتقليب على الوجوه الممكنة، أو كان حدثا اجتماعيا أو ثقافيا بسط دوافعه وأحاط بمراميه، أو جدالا يتعلق بالقضايا الراهنة عرض لها بالحجج المنطقية وأقام من حولها البراهين.  فهو، على هذا الأساس، دائم البحث عن العلل المنطقية المقنعة التي تسوغ القول الهادف.

وأدركتُ أنه لا يسابق الأحداث بل يتعقبها بالتحليل، وإذا استشهد بالأقوال الدالة فهو لا يفعل ذلك إلا ليؤكد رأيا استنتجه من خلال البحث.. ثم يتجلى في كتابة هادئة تحتفل بالمعنى أكثر من احتفالها بالعرض، وبالسياق في محتواه أقوى من اهتمامها بالمواقف في ظرفيتها.

زهرة العسلي:

كوكاس مشاكس دوما، كتاباته الصحافية تقيم على حافة فخاخ الخطر، إذ ظل ينتصر إلى قيم الحرية والديمقراطية.. زاوج في كتاباته الصحافية بين المتعة والفائدة في آن، ونجح في إنقاذ اللغة الصحافية من بلادة اليومي وسطوة العابر، حيث منحها قدرا غير يسير من الخيال الإبداعي.. لقد كان يهرب أحلامه ومشاريعه الأدبية دوما إلى مساحة شاسعة من القراء بعد أن ابتلعته دروب الصحافة.. فقدنا في كوكاس غزارة إنتاج أدبي جميل، لكنه عوضنا بكتابة صحافية مبدعة حقا..

قالوا عن ذاكرة الغياب:

“هذه الرواية مبهرة، وجدت نفسي أمام نص سردي بلغة شعرية منفلتة، يتقصّد الحكي الذي يرصد مواجعنا، يقول آمالنا وآلامنا، لم تكن “ذاكرة الغياب”، بقدر ما هي ذاكرة الحضور أيضا، آلمني قتل البطل الجريح صالح، لأن بعده لن يأتي إلا الطالح والغث، ولو أن الكاتب ترك نطفة منه في رحم مليكة النشيد”

عبد الجبار السحيمي

“جسدت رواية “ذاكرة الغياب” نمط الكتابة المغايرة، كتابة جيل جديد آخذة في النمو، تحتفي بذاتها كما احتفى صالح بظله، وتتمرد عليها كما تمرد هذا على ذاك،كتابة تبوح بالسر وتفشيه.. كتابة مضللة ومفارقة في آن”

إبراهيم العمري

“تقوم الصلة الجمالية للسارد بالجسد الأنثوي في صورة فردية تؤهله لإنتاج معرفة خاصة، فيما أن هذا الجسد أصبح الملاذ الوحيد في “ذاكرة الغياب”، فإن مقومات الجمال فيه ستطفو لتغطي بشاعة الواقع وفقاعاته، إنه عالم مواز يتسع لأحلام السارد”

أحمد لطف الله

“لهذه الرواية لغة لافتة بالنظر إلى طابعها الشاعري وقدرتها التصويرية الباهرة، فهي في توغلاتها الوصفية وتدفق مستويات تشخيصها الأدبي لفضاءات مختلفة تتوزع بين طبوغرافية القرية، وطقوس المقهى، أو السوق، أو السجن… كثيرا ما تدرك مدارج لغوية باذخة التصوير”

محمد أمنصور

“ذاكرة الغياب هي ذاكرة الجسد كأرشيف تاريخي، كل شيء منقوش عليه، كما أنه جسد للبوح ونافذة على الغياب، وبذلك يبدو الجسد في رواية ذاكرة الغياب فاعلا ومنفعلا” بوشعيب الساوري

“رواية “ذاكرة الغياب” هي سمفونية الذات والعشق، تجربة إبداعية تثير الجدل والتساؤل حول البوح والعشق والرحيل، خرجت عن أسرار السائد والكائن واتجهت إلى آفاق مغايرة تمتلك قدرا هائلا من الوهج والمشاغبة، والعذاب والغياب”

سميرة مترجي

القيمة الكبرى ل”ذاكرة الغياب”، تتجلى في اللغة التي كُتبت بها وكذا في بنائها وقدرة الكاتب على رصد تفاصيل دقيقة لشخصية صالح البشير وتتبعها في كل مراحل حياتها وتكوينها، وتوظيف كل ذلك لتمرير خطاب على لسان شخوصها يدين السياسة التي حكمت المغرب منذ فجر الاستقلال”

أحمد لكبيري

خاتمة:

عبد العزيز كوكاس أيقونة من أيقونات الصحافة والأدب والعلم بالوطن العربي. أدام الله ألق ريشته وبهاء كلمته. أتمنى له من كل قلبي التوفيق والنجاح.

R1840235-scaled

معرض الدوحة الدولي للكتاب … تحت شعار «بالقراءة نرتقي»

 الرئيسية/بدويات/معرض الدوحة الدولي للكتاب … تحت شعار «بالقراءة نرتقي»

بدوياتثقافة وفن

معرض الدوحة الدولي للكتاب … تحت شعار «بالقراءة نرتقي»

رسالة الدوحة إلى العالم … «على طريق العلم وبناء الإنسان سائرون»

«ضرير الروح لا يرى وإن أبصر، وبصير القلب لو أغمض عينه يرى أكثر»
جلال الدين الرومي

د. محمد بدوي مصطفى
[email protected]

توطئة: افتتاح الدورة الثانية والثلاثين
من معرض الكتاب
يشهد معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحالية أنشطة ثرّة، شائقة وماتعة يصحبها تدشـــين حزمـــة مـــن الفعاليات والإصـــدارات الجديـــدة، لا سيما في صحن الصالون الثقافي الذي يشرف عليه وبجدارة فائقة وحرفيّة حكيمة الملتقى القطـــري للمؤلفين. ويجد الزائر في رحاب هذا المعرض البديع في نســـخته الثانية والثلاثون مجموعة من التظاهرات والأنشطة التثقيفية والتوعوية والتربوية المتنوعة التي ترقد تحت مظلة هذا الملتقى الزاخر والبحر الغامر بالعلم والثقافة والأدب.
ومما ينبغي علينا ذكره في هذا السياق أن رؤية القائمين على معرض الدوحة الدولي للكتاب تسوقها رؤى صاحب السمو المفدى تميم بن حمد آل ثاني و قطر 2030 والتي تنشد وتهدف إلى النمو بهذا الدولة الرائدة الفتيّة لارتياد آفاق بعيده، وقطر ورغم صغرها الجغرافي بيد أنّها رائدة في كل المجالات وحدث ولا حرج. تبني الدولة وتدعم ركائز العلم والمعارف بكل جنباتها، داخلها وخارجها على حد سواء، فتسير لا تلوي على شئ إلا وتطوير اقتصاد المعرفة، فتحت أبواب التثقيف والعلم وتنمية الموارد البشريّة على مصراعيها والتي يلعب في منظومتها الإنسان كمفردة تعلب الدور الأساسي. يؤكد صاحب السمو المفدى ضرورة العمل والدأب اللامنقطع ، ويعمل بشعار «التعليم للكل»، ولا فرق لعربيّ على أجنبي في هذا السياق إلا بالمثابرة والجهد الفرديّ والكل يعمل لهدف واحد رقيّ وشموخ هذه الدولة الرائدة وكأس العالم خير مثال لهذه الحرفية والحزم.

معرض الدوحة منصة معرفية
يعتبر معرض الدوحة كمنصة معرفية، حدثًا ثقافيًا بارزًا على الصعيد الوطني والعالمي، إذ يشارك فيه نخبة كبيرة من دور النشر العربية والأجنبية والتي بدورها تسهم في إثراء الحراك الثقافيّ المصاحب لهذه التظاهرة الرائدة. ومن وراء كل هذه الابداعات بأشكالها وتجلياتها المختلفة مؤسسات عريقة داعمة لمسيرة العلم في البلد، ويقف المعرض ويقعد تحت تحت إشراف وزارة الثقافة في دولة قطر، وتنظيم مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، التابع للوزارة، وقد أتى هذا العام تحت شعار «بالقراءة نرتقي» وكان شعار دورته الفائتة «العلم نور» وما أجملهما من شعارين، طُبقَا على أرض الواقع بدوحة الخير وقطر الندى الزاخر بأهله وحضارته الخالدة. تَعكسُ قصةُ شعارِ المعرض حقيقةً أنه منذ الوهلة الأولى لخلق آدم (أبو البشر) عليه السلام، كان تعليم الله تعالى الأسماء كلّها لآدم نقطة الانطلاقة للإنسانيّة.

 

القرآن والقراءة وبناء الإنسان:
قبل أن آتي إلى سيرة المعرض النيّرة وبصفتي أستاذ جامعي في كلية اللسانيات واللغات، تصديتُ في إحدى محاضراتي بجامعة كونستانس بألمانيا لآيات بيّنات من آي الذكر الحكيم، وكنت قد حدثتُ طلابي حينئذ، من بنات وأبناء الألمان والجنسيات الأخرى، أن دين الإسلام جاء بأول رسالة تعليمية تثقيفية ذلك قبل أربعة عشر قرنًا، وكانت تحمل في طياتها أهم الرسائل البشرية على الإطلاق. كلمة أتت على شاكلة مفردة سيميائية بصيغة فعل أمر (إقرأ) وقد خصصتها الرسالة المحمدية لنشر الدين الحنيف وإرسال دعائم العلم والمعرفة فحملت في طياتها هدفًا ساميًا انبثق من تاريخ الأمم التي جُعلت شعوبًا وقبائل لتتعارف وتتآنس وتتآذر فيما بينها وفي سبيل العلم والمعرفة.
ويعكس شعار معرض الدوحة النيّر «بالقراءة نرتقي» ليدعم تلك الرسالة، ولكي يستمر دأب المرأ في طريق تذليل تحديات الألفية الثالثة ذلكم برحلة شائقة تارة ووعرة تارة أخرى في حقول الاكتشاف والإبداع، حيثُ يعرِّف المعرضُ بآخر الإصدارات التي تعبِّر عن الإبداع الإنساني في جميع المجالات، فيفتح هكذا بأدواته المتباينة نافذةً على العالم تتماشى وشغف الباحثين والمُبتكِرين والعلماءِ والكتَّاب والأدباء لارتياد حقول المعرفة، ولصقل مقدراتهم وإمكاناتهم العقلية والذهنية وأن يكون النهج والسبيل المنشود هو التحصن بالعلم والمعارف العديدة في سبيل بناء الأمّة وبناء أهم لبناتها ألا وهو الإنسان.

 

الموسيقى بالمعرض
على الرغم من أنَّ «معرض الدوحة الدولي للكتاب» الذي يختتم فعاليات دورته الحالية في يوم الأربعاء القادم الموافق ٢١ من شهر يونيو/حزيران قد عُنِيَ بالكتب، إلا أنّ مشاركة مبدعيّ ومبدعات من قطر والمقيمين فيها من الدول الصديقة في حقل الفن التشكيلي والموسيقى العربية الكلاسيكية والشعبية أضفت عليه نكهة جمالية خارقة للعادة. فكنت أنا أتناغم مع هذه الأخيرة (الموسيقى) في ساعات العمل بالجناح وكانت إن لم أغال بلسم للروح ودعم نفسي متميز. فزيدوا منها واجعلوا في جنبات المعرض المختلفة في الدورات القادمة، هذه التحف لأنها تعزز أواصر المحبة وتؤلف بين القلوب التي تهيم في وبين وحول السفر وأمهات الكتب. والجدير بالذكر أن بهذه الإصدارة الثانية والثلاثين للمعرض يشارك كوكبة من التشكيليين والتشكيليات، إذْ يرسمون بريشتهم لوحات أمام روّاد المعرض بالبهو الرئيسي للتظاهرات الثقافية والابداعية. وحرصت وزارة الثقافة القطرية، المنظمة للمعرض، على مشاركة هؤلاء الفنانين، ما يؤكد أن الفنون التشكيلية جزء أساسي من الثقافة، وهذا بدوره اعتراف بدور الفن التشكيلي في دعم وانتشار الكتاب. ونحن من أهل صناعة الكتاب نستعين بهم لتزيين کتب المؤلفين على الأغلفة وبِأمْتان الكتب، فلهم ولهنّ منّا الثناء أجمله والمدح أكمله. وفي هذا الصدد صرح رئيس فعالية الفن التشكيلي في معرض الدوحة للكتاب، فهد علي المعاضيد، إن الفن التشكيلي يتواجد بشكل مكثف في المعرض، لأن التشكيل جزء مكمل للكتاب، فلا يخلو غلاف كتاب من عمل تشكيلي، موضحاً، في حديثه، أنَّ الأجنحة الخاصة بالفنون التشكيلية تتميز بالتنوع والحرفيّة.
قابلت في هذا السياق فنانة تشكيلية من قطر وحكت لي قصتها مع الفن وكيف تدربت بنفسها وعلمت أناملها على هذا اللون والرسم بألوان الأكريليك عبر وسائط الإعلام، ساعتئذ كانت هذه المبدعة ترسم جدارية والمعروف أن من يرسم الجداريات لابد أن يكون متمكنًا تمام التمكن والحياة مدرسة ومن كدَّ وجدَ.

 

إصدارات معرض الدوحة
تجيئ إصدارات معرض الدوحة للكتاب المتتالية والتي تقوم عليها وزارة الثقافة بدولة قطر مزدانة بزهرات تجتمع في بوتقة الفن والأدب، فإلى جانب الفنانين المحترفين، يشارك مبتدئون، وذلك من أجل تنمية مواهبهم وتشجيعهم على الاحتراف، ليصبحوا زملاء المستقبل. كما أن التنوع يشمل فنون الخزف وفن الحرق على الخشب وفن التركيب على الصور الفوتوغرافية و»الغرافيك»، فضلاً عن فن «الديجيتال»، الذي يقدمه فنانون شباب صنعوا ورسموا شخصيات كرتونية يمكن توظيفها في تيمات شتى لتدعم صناعة الكتاب والأعمال الأدبية في صفحات وسائط التواصل الاجتماعية الكثيرة.
ويجب أن ننبه أن ذلكم التفاعل يفتح للشباب والشابات الباب على مصراعيه من أجل التعاون مع المؤسسات العديدة، حكومية كانت أم خاصة، ليقدموا أعمالهم فيها، وليثروا حقل الإعمال العقلي وصناعة المستقبل. وتضم هذه البوتقة من الأزهار، وبكل فخر، قائمة الفنانين المشاركين مواطنين قطريين ومقيمين، وهم ينحدرون من مدارس تشكيلية متنوعة كالفن الحديث والفن التقليدي والفن التجريدي. ويعتبَر وجود التشكيليين في المعرض فرصة للاستفادة من أعمالهم الفنية في دعم النتاج الأدبي والثقافي، كما يثري ذلك العلاقة والتعاون بين الفنان والكاتب. وجدير أن نذكر أن تفاعل الجمهور مع شتى الفنون كان لافتًا للنظر فصار بعضهم يتذوق الفنون التشكيلية بكل تجلياتها وصاروا قاب قوسين أو أدنى من ارتياد تلك الحقول الإبداعية.

معرض الدوحة للكتاب»: التأسيس والأهداف
وفي الإصدارة الحالية الدورة الثانية والثلاثين من «معرض الدوحة الدولي للكتاب» الذي يقام بدوحة الخير والتي تتواصل فعاليتها حتى الواحد والعشرين منه، تحلّ المملكة العربية السعودية الصديقة كضيف شرف لهذه التظاهرة العالمية المتميزة. ويأتي اختيار ضيف شرف في هذه الدورة ضمن فعاليات العام الثقافي «قطر- المملكة السعودية ٢٠٢٣»، الذي يتضمّن مجموعة من الندوات والمحاضرات والحفلات الموسيقية وعروض الأفلام، إلى جانب عدّة معارض فنية.
في دورة هذا  العام ، يحتفي «معرض الدوحة الدولي للكتاب» بمرور ثلاثة وخمسين عاماً على تأسيسه، حيث كان عام 1972، أوّل حدثٍ سنويّ موسّع للكتاب يُطلَق في الخليج العربي. وإذا كانت الدورات السابقة قد استضافت 430 ناشراً، فإن دورة هذا العام (الدورة 32)، تستضيف ما يفوق الأربعمائة ناشر ودار للكتب، على الصعيد المحلي والعربي والدولي. أولئك جاؤوا من أكثر من ٤٠ دولة ليقترحوا على زوّار المعرض ما يقارب مئتي ألف عنوان. وهذه الدورة يحمل شعار «بالقراءة نرتقي»، وأطلق «معرض الدوحة الدولي للكتاب» تقليد ضيف الشرف منذ عام 2010، حيث تمّ اختيار العديد من البلدان سابقًا منها تركيا، وإيران، واليابان، والبرازيل، وألمانيا، وفرنسا وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي حلّت ضيف الدورة الماضية. تأسّس المعرض عام 1972 تحت إشراف «دار الكتب القطرية»، وكان يقام كل عامين، ومنذ عام 2002 أصبح يقام سنوياً، ووصلت عدد دور النشر المشاركة في دورته الأخيرة (الواحد والثلاثين) إلى 335 دار نشر مثّلت 31 دولة عربية وأجنبية.

 

صناعة الكتاب وتحديات مع بعد جائحة كورونا
ونحن كناشرين نريد أن ننبه في هذا الصدد أن دور النشر من الخليج إلى المحيط بل حتى التي فيما وراء البحار تجابه تحديات عديدة في الوقت الراهن ذلك بعد الركود الفكري الذي صاحبته جائحة كورونا بـ»دواعٍ موضوعية تتمثل في ارتفاع تكلفة صناعة الكتاب بالنسبة لها، وخاصة في ما يتعلق بالشحن»، وكل ما يتعلق بهذه الصنعة من ضروب الفنون، من تصميم وتدقيق لغوي وتحرير إلى آخره.»

من شارع المتنبّي إلى برلين
هذه هي المرّة الثانية التي افتُتح فيها جانب هام من جوانب حضارة العراق وبالأخص حضارة بغداد ألا وهو ـ»شارع المتنبي» الذي اتسم بمشاركة ستّ مكتبات من بغداد تمثّل عيّنة من الشارع التراثي المعروف على ضفة دجلة، والذي أخذ اسمه منذ ثلاثينيات القرن الماضي من الشاعر العربي القديم، ويمتدّ على مسافة كيلومتر، ويعجّ بالمكتبات على جانبيه، وخصوصاً مكتبات الرصيف. وقد صرح السيد مازن قاسم، صاحب دار «الأمس»، في دورة المعرض السابقة إن معرض الدوحة «قدّم لفتة طيبة» عبر اختيار عيّنة من مكتبات شارع المتنبي، وهي جميعها تعرض الكتب القديمة والمستعملة، «التي تلقى اهتماماً خاصّاً لِعدم توافرها كما الكتب حديثة الإصدار، ولأهميتها التاريخية والمعرفية، إذ إن الكتب لا ينفد مفعولها، لأنها تقوم على الأفكار والإبداع». ونجد على جنبات هذا المعرض المتسم بالحرفية دور نشر من ألمانيا ومؤسسات ألمانية لم ترد ألا وأن تشارك في هذه التظاهرة المتميزة.

 

السعودية ضيف شرف
وتحلّ المملكة العربية السعودية ضيف شرف على نسخة هذا العام، حيث يعرض الجناح المخصَّص لها إصدارات وزارة الثقافة، ومنها حولية «أطلال» للآثار، ومجموعة من المخطوطات والكتب ككتاب «الحِيَل» (علم الميكانيكا) للجزري، ومخطوط «الأوائل» لمؤلّفه أبو هلال العسكري الذي يعود للقرن الرابع الهجري، إلى جانب عرض لعدد من القطع الأثرية، أبرزها من الفاو، عاصمة مملكة كندة القديمة، وهي تقع جنوب الرياض على بعد 700 كيلومتر. وقبل دخول الجناح السعودي ثمّة شابّ يقدّم عرضاً حيّاً، مرتديّاً زيّاً قديماً من أزياء تلك العاصمة التي كانت حلقة الوصل بين شمال وجنوب الجزيرة العربية قبل الإسلام. ونطالع التماثيل البرونزية والحجرية ولوحة جدارية تعود إلى القرن الميلادي الأول، وتبرز فيها صورة شاب يُدعى زكي، ومجمرة عليها خطّ المسند، وشاهدة قبر عليها نَحْتٌ لملامح بشرية من القرن الخامس قبل الميلاد في منطقة تيماء جنوب شرق تبوك، ورأس ومخلب أسد من نجران يعود إلى القرن الميلادي الثاني.
واعتباراً من يوم غد الثلاثاء، تبدأ سلسلة محاضرات تُعاين الحراك الثقافي في السعودية، ومنها محاضرةٌ حول الخط العربي بالبلد يتحدّث فيها صلاح السديمي، وأُخرى حول حركة الترجمة فيه وتطوّرها لعبد الرحمن السيد وهند العيسى، و»السجلّ الحضاري: شواهد جديدة» لعبد الله الزهراني، و»تجربة تقرير الحالة الثقافية في المملكة» لرائد السفياني ومنذر الأنصاري، فيما يحاضر ياسر الحزيمي عن «هندسة العلاقات الإنسانية».

برنامجٌ ثقافي واسع
وعلى المسرح الرئيسي للمعرض، يشهد البرنامج إقامة 37 ندوة ثقافية، وعلمية، وأدبية، واجتماعية، إضافة إلى أمسيات شعرية، منها ندوة «الرواية العربية: قيمة الجوائز ومعايير التحكيم»، ويتحدّث فيها خالد السيد، مدير إدارة الشؤون الثقافية والفعاليات في «كتارا»، والروائي الجزائري واسيني الأعرج، والروائي العماني زهران القاسمي.
كما تُقام ندوة «اللغة العربية: الحماية القانونية وبناء مجتمع المعرفة» ويتحدّث فيها علي الكبيسي، المدير العام لـ»المنظّمة العالمية للنهوض باللغة العربية»، وعز الدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمشروع «معجم الدوحة التاريخي للغة العربية»، وندوة «الرؤية المستقبلية لصناعة النشر في الوطن العربي والعالم»، ويتحدّث فيها بشار شبارو، الأمين العام لـ»اتّحاد الناشرين العرب»، وفاطمة السويدي مديرة «دار نشر جامعة قطر»، ومحمد العبيكان، مدير إدارة النشر والترجمة في «دار العبيكان»، إلى جانب محاضرة بعنوان «الوجه الآخر للمثقّف» لنايف بن نهار، مدير «مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية» في «جامعة قطر». ويُقام على هامش الدورة الحالية 87 نشاطاً من ورش فنّية وفعاليات للأطفال ومسرح للدمى، إلى جانب فعاليات حول الطبخ الحيّ، وعروض في الفن التشكيلي والتصوير الضوئي وأُخرى موسيقية على العود والكمان والقانون.

 

دور الموسيقى وبهاؤها بمعرض الدوحة الدولي للكتاب … لفتة بارعة
شارك مركز شؤون الموسيقى في معرض الدوحة الدولي للكتاب ٣٢ عبر تقديم معزوفات متنوعة من التخت الشرقي و الاغاني العربية بمشاركة عدد من الموسيقيين العرب مثال أحمد بركات من اليمن الثنائي فجر (كمان – سوريا) وسفيان (عود – تونس) ، حيث تم عزف مقطوعات شعبية وكلاسيكية عربية عبر مقامات بديعة منها راحة الأرواح، الرست، البيات، الحجاز، السيكا، الخ. ذلك ابتداء من الموشحات الأندلسية إلى الأغاني العصرية، على سبيل المثال للحصر كأغاني كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، صباح فخري، وردة الجزائرية، فضلًا عن مقطوعات عن التراث العربي الأصيل المتأصل بجذوه في عمق الزمكان، وجاءت الدرر من كل البلدان العربية، لا سيما دولة قطر واليمن والعراق، ومصر، الخ. وعلى مختلف الالات الموسيقية مثل (الناي ، الكمان ، العود ، و القانون)، وكان ذلك التقديم الجميل باحترافية عالية، إحساس خارق للعادة وتمكن فائق، وكانت لهذه الأجواء المتناغمة أعظم الأثر في إثراء أجواء المعرض بالنغم الشرقي الأصيل والتراث العربي الثرّ.

أمثلة لدور النشر الرائدة والواعدة …
دار الحلاج (بغداد):
من الدور الرائدة التي شاركت في المعرض وكانت داري تقابلها هي دار الحلاج لصاحبها السيد الأستاذ علي الياسين، وهي جاءت من شارع المتنبئ الغني عن الذكر بمدينة بغداد الحضارة والثقافة.
دار نشر عراقية اقتبست اسمها ونهجها من أحد أعمدة الأدب والتصوّف، مولانا الحلاج، الغني عن الذكر. تأسست في عام ٢٠١٨ بمدينة بغداد وأخذت على عاتقها جنبًا إلى جنب مع دور النشر العراقية الجديدة إلى دفع عجلة النشر وصناعة الكتب في العراق. تتعاون الدار مع مجموعة جيّدة من أدباء ومفكريّ هذا البلد الذين لهم أياد سابغة على مسيرة العلم والمعرفة فيه. والجديد بالذكر أن الدار تدعم الكتاب والكاتبات من الشباب العراقي الفتيّ. كما تمتلك الدار بوتقة شائقة وبديعة من الكتب المترجمة من اللغات الأخرى: الإنجليزية، الفرنسية، الفارسية، الخ. اتسمت الدار بتسليط الضوء على شخصية الحلاج الفذّة وتعريف الجمهور في كل المحافل العربية والعالمية به من خلال المؤلفات المتباينة التي تتناول سيرة الحلاج، أدبه وتصوفهه أدبًا وفكرًا.

 

زوار معرض الكتاب يشيدون بدور الأمن في الدوحة
في مجال القانون وأقسام الشرطة التقيت صديق قديم درسنا سويًا بمدرسة بالسودان ووقف على تطور المؤسسات القانونية والشرطية في دولة قطر وأدلى لي بصدق وأمانة أن أعمال صاحب السمو المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لا تتجسد فقط في مجال البناء والتطور المعماري بيد أنها ذهبت إلى أبعد من ذلك، ونفضت الغبار عن كل العادات القديمة وجابهت التحديات في كل المجالات فكان الإنسان هو نقطة الانطلاق، وكان رقيه وبناؤه هو الهدف الأساسي للسير قدما بهذا البلد إلى بر الأمان. فالأمن الذي وجده زوار معرض الكتاب ومن قبل زوار كأس العالم بقطر فريد في نوعه مما أدهش أعين الأروبيون من الأصدقاء الذين واكبوا تلك التظاهرة الفريدة وكل ذلك يعكس هذه الصورة التي تنطوي على بلد آمن أمين لكل من عاش فيه وسكن ولك زائر وجد نفسه في دوحات الخير والبركة. وذكر لي إضافة إلى ذلك أن الإلتزام بالقانون وحقوق الإنسان وتجنب كل الممارسات الخاطئة هي من أساسات ودعائم العمل الأمني بالبلد. فما علينا إلا أن نقول: اللهم أجعل هذا البلد آمنًا وارزق أهله من الثمرات في كل لمحة ونفس.

أهمية المنظومة التعلميّة ومنهجيات الأخلاق والقيم
ربما نرى يا سادتي أن الذين يقومون على أمر التعليم في بلدانا وبلاد العالم الثالث، لا أظنهم يدركون إلى أيّ مدى أهمية وخطورة هذه العلمية، وهل في حالة عدم إدراكهم ينبغي علينا أن نرجئ الأمر لشحّ الموارد أو ربما قلّة الهمم؟ للأسف نجد عجلة التعليم قد حولت عقول صغارنا إلى آلات للحفظ والتكرار والتقليد، فانعدمت فيها روح الابتكار والخلق والابداع. الحقيقة لم يتغير شأن التعليم في دولنا هذه كثيرًا، فنجد هناك دولاً ورغم أنها فتية شابة لكنها قطعت شوطًا لا بأس به في هذا المجال. ولكن في أغلبية دول عالمنا العربي، ومنذ أن تبصر عينا الطفل اليافع النور، يجد المعلم منتصبًا واقفا بجلاله وصلفه أمامه، يوحي له من أول وهلة أنه هو الآمر والناهي والحاكم العالي؛ هو وحده الذي يتكلم، يقرر، يسأل، ولا يُسأل، يضرب ويعاقب ويزجر، يُرغِّب أحيانًا ويُرهِّب أحيانا أخر، وكل ذلك ينبجس من أعماق فرديته دونما أيّة خارطة يتبعها، على عكس الحال في ألمانيا مثلا في تصور المنهجية العلمية التي ينبغي لكل معلم أن يحتذي بها ويطبقها بحذافيرها، وليس ما يمليه عليه ضميره أو ما تعلمه من قبل في صغره وكبره، وألا يكون ذلك هو الفيصل في حراكه المدرسي العام. نجد مثلًا قضية النظافة سواءً في المدرسة أو في صحن المجتمع، أو قضايا أخرى مثلًا كالصدق، الأمانة، الإتقان في العمل، التفاني، التعامل الراقي والمستدام، الخ، كلها أمور مفقودة حقيقة في مجتمعاتنا. لذلك نجد أن مجتمعاتنا – حسب التجربة المريرة – لم تُسيَّر أو لنقل لا تسير إلا بالعنف، للأسف، فيما يمكن أن نسميها عملية توليد وإنتاج العنف على حد سواء، ذاك هو العامل الرئيس والمجرب في مجتمعاتنا فيما يسمى بالتحفيز القهري، إن صح التعبير. فهل ينبغي علينا بسبب هذه الإخفاقات المتواصلة أن ندخل مادة التربية الأخلاقية وتربية البيئة المستدامة في مدارسنا؟ وهل ستأتي حينئذ أكلها، كما نرجو ويرجو الكثير من الآباء والأمهات والحادبون على مصلحة الأمة؟ هل ستغير من سلوك التعامل بين الناس وفي طرق العمل والانجاز الإنمائي المثمر؟ هل ستأتي لنا بالقيم والأخلاق التي يتوق لها المجتمع حتى يصل بها أو لنقل تُوصله إلى درجة المعافاة أو اليوتويبا على سبيل المغالاة؟ فإن تغيرت هذه الأشياء في عالمنا، حتما سوف نسهم في بناء إنسان سوي متحضر وقويم، يبنى مجتمعه بكل طموح ونكران ذات، متطلعا إلى حمايته والزود عنه في كل الظروف. وقفت على ورشة رائعة ومدهشة عن القيم في مجمعاتنا قدمها د. عيسى الحرّ ود. مريم الحرّ وخرجت منها بفائدة كبيرة وكنت أتمنى أن تعمم هذه الورش المهمة في كل أنحاء الوطن العربي ذلك منذ نعومة الطفولة في رياض الأطفال والمدارس وحتى في الجامعات والمعاهد العليا.

الخاتمة:
بعض الاقتراحات:
إرجاع موعد المعرض لفصل الشتاء وبداية شهر يناير:
• سبب الحرارة الشديدة للتنقل الذي يجابه الناشرين والمشاركين إلى مناطق النقل (محطات المترو).
• جعل فترة المعرض في بداية الشهر بسبب الرواتب، حسب إدلاء أحد الزائرين القطريين، يقول «غالبية الزوار هم من الأجانب، ولديهم التزامات كثيرة فعندما تجيئ فترة المعرض في منتصف الشهر فسوف يكون حقبة يصعب عليهم فيها اقتناء الكتب، وذكر لي أمثلة عن معارض أخرى مثال معرض العطور الذي يأتي في بداية الشهر وفترة دفع الرواتب، وكذلك معرض المنتجات الغذائية.
• جاءت هذه الفترة أثناء فترة الدراسة والامتحانات في المدارس والجامعات والمعاهد العليا فضلًا انشغال الأسر بالتحضير لفترة الإجازة والسفر وتكاليفه الباهظة. فيتعذر عليها الحضور فضلا عن إنفاق المال لشراء أمهات الكتب.
• عمل جائزة للدور الرائدة من الداخل والخارج وندوات للتواصل بين الدور القطرية ودور النشر القادمة من الدول الأخرى.
• عمل برامج ثقافية من حضارات أخرى (موسيقى كلاسيكية غربية)، عروض فلكور قطري، عربي وأوروبي.
• توسيع رقعة ومشاركة الفن التشكيليّ كما كانت عليه، وإضافة نحاتين ومثالين يعملون مباشر على المواقع.
• توصيلات الكهرباء في صالات المعارف الرائعة والتي سهلت علينا كثير من المهام.
تسجيل طلبات لمن يريد متطوعين في أجنحتهم، فكان دور هؤلاء الشباب والشابات رائع ومفيد بالنسبة لنا، ويمكننا أن نعطهم شهادات خبرة للاستفادة منها في مدارسهم ومؤسساتهم التعليمية.

خلاصة
حتى وقبل نهاية معرض الدوحة الدولي للكتاب أعتبره ناجح بكل المقاييس والمعايير، فبارك الله على من قاموا عليه وجزاهم الله في حقنا نحن دور النشر. ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها عقود مدحٍ – ولا أرضى لكم كلمي.

99792-deutschland_protest_nach_dem_tod_von_george_floyd_in_berlin.jpg

حين تتمادى قوات الأمن في انتهاك حقوق المواطنين

  • الذكرى السنوية الأولى لوفاة جورج فلويد
  • ·25.06.2021
  • حين تتمادى قوات الأمن في انتهاك حقوق المواطنين
  • عربي
  • وافق الـ 25 / 05 / 2021 مرور عام على مقتل الأمريكي ذي الأصل الأفريقي جورج فلويد إثر جثوم شرطي على عنقه مشعلاً احتجاجات عارمة أمريكية وعالمية. محمد بدوي مصطفى يتذكر الحادثة كي لا ننسى، مشيرا إلى ثورات ضد الظلم لن تخمد ما دامت أصواتها تدوي، وتنادي في المشارق والمغارب: هل من مزيد!الكاتبة ، الكاتب: محمد بدوي مصطفى
  • نسخ الرابطمشاركة المقال
  • الطباعة
  • كنت أشاهد في الأيام القليلة الماضية نشرة الأخبار الألمانية وكان أحد المواضيع عن إحياء ذكرى جورج فلويد وتفاعل الشباب في ألمانيا معها أيضًا عن التفلتات الأمنية للشرطة الأمريكية وما آل إليه حال البلد من سوء؛ وإذا بناشطة اجتماعية وخبيرة في هذا الحقل تصرح بالآتي: “إن أردت أن تقتل وتستعمل السلاح دون مساءلة فعليك بالشرطة الأمريكية”.
  • وهذه الجملة تفسر بكل دقة ما وصل إليه حال هذا البلد منذ سنين عددا من ظلم واستبداد، وقهر واضطهاد، وضغط واستعباد، لا سيما فيما يتعلق بحقوق الأقليات المتباينة التي تجاهد وتناهض وتصارع من أجل مطالبها ومن أجل الأمن والأمان لأفرادها. فمع موت جورج فلويد العام الماضي انبثقت الصرخة الأخيرة التي تنادى ملئ شدق بشعار “كفى” و “بلغ السيل الزبى” لكن هل من مجيب …؟
  • حرصت أفواج الشباب في كل مدن العالم، وحتى في مدينتنا  الحالمة الناعسة الصغيرة كونستانس الألمانية، على إحياء الذكرى الأولى لوفاة الأمريكي جورج فلويد، كما وأراد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في هذا اليوم التاريخيّ المهم، ليس الوقوف بجانب تلك الحشود فحسب لكن التموقع في مقدمة صفوف هؤلاء الشباب الذين أرادوا بكل صفاء وبكل نكران ذات إسماع العالم أصواتهم المدوية وأن يصل كل صوت لكل من لقي حتفه ظلما وبهتانا أو مات على ترهات الطرق وفي متاهات الزحام ضحية مجهولة لم يحفل بها أحد، نفدت روحها تحت قسوة وظلم الشرطة وعناصرها عندما تتمادى في انتهاك حقوق الأفراد، لا سيما أولئك الذين ينتمون للأقليات الإثنية المتعددة بالولايات المتحدة الأمريكية. 
  • It’s been one year since George Floyd was murdered. In that time, George’s family has shown extraordinary courage. Last month’s conviction was a step towards justice – but we cannot stop there.



    We face an inflection point. We have to act.
  • — President Biden (@POTUS) May 25, 2021
  • وغرد في هذا السياق الرئيس الأسبق براك أوباما على حسابه بموقع تويتر، قائلا: “قُتل جورج فلويد منذ عام واحد، ومنذ ذلك الحين، لقي مئات الأمريكيين حتفهم في مواجهات مع الشرطة – آباء وأبناء وبنات وأصدقاء أُخذوا منا في وقت قريب جدًا. بيد أنّ العام الماضي منحنا أيضًا أسبابًا للأمل (والتفاؤل)”. وأضاف أوباما قائلاً: “أصبح المزيد من الناس وفي أماكن متعددة بالعالم يرون الأشياء أكثر وضوحًا مما كانوا عليه قبل عام. إنّه (دون أدنى شكّ) تقدير لجميع أولئك الذين قرروا أن تكون هذه المرّة مختلفة عن سابقاتها، وأنهم بطريقتهم الخاصة سيساعدون حتمًا في جعلها مختلفة”.
  • وتابع مستطردًا: “عندما يتعمق الظلم، يستغرق التقدم وقتًا. ولكن إذا تمكنا من تحويل الأقوال إلى أفعال والأفعال إلى إصلاح ذي مغزى، فسنتوقف، على حد تعبير جيمس بالدوين، عن الهروب من الواقع ونبدأ في تغييره”.
  • موجة عارمة وغير مسبوقة من التظاهرات
  • ولقد كان يوم الثلاثاء 25 / 05 / 2021 يوافق الذكرى الأولى لوفاة الشهيد جورج فلويد. وكما شهدنا في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي المتباينة فقد أشعلت ذكرى حادثة وفاته موجة عارمة وغير مسبوقة من التظاهرات والاحتجاجات الوازنة التي انتشرت في مختلف مدن الولايات المتحدة الأمريكية، بل عمّت كل أنحاء العالم، والتي شارك فيها الشباب من كل الإثنيات والأعراق والديانات بدون فرز، ليثبتوا للعالم أنّ هذا الجيل مستعد لمواجهة الصعاب وعازم كل العزم على اجتياز كل التحديات التي ولّدتها هذه الألفية الثالثة ووضعت عقباتها على قارعة الطريق التي يسيرون عليها.
  • والجدير بالذكر وكما ذكر الرئيس الأسبق أوباما في أعلى المقال أن جرائم الشرطة ضد أصحاب البشرة السمراء لا تزال على أجندة الأحداث اليوميّة وتتكاثر يومًا تلو الآخر في محافل دور العدالة وأنها على العكس، لم تقل بل طفقت في ازديار ملحوظ – لا سيما بعد فترة حكم الرئيس الأسبق دونالد ترامب، مما جعل المطالب السياسية والشعبية ترتفع وتزداد حاثة على ضرورة إصلاح الشرطة وإقرار قوانين تحقق ذلك.  
  • وكان مقتل فلويد، قد أثار نقاشا حاميا حول دور الانتماء العرقي في دور العدالة الجنائية وفي حقل الاقتصاد والتعليم وجوانب أخرى للحياة في أمريكا. للأسف فإن الحديث بشأن العنصرية المنهجية لم يتحول إلى إجراءات على أرض الواقع ولا حتى في مساطر التشريع للحد منها، لكن بحلول الذكرى الأولى لوفاة فلويد تفجرت مجددًا موجة احتجاجات هائلة في الولايات المتحدة وحول العالم، ينادي فيها النشطاء بالعدالة للكل ويذكرون فيها السياسيين الذين أيدوا التغيير أنهم قد فشلوا في تطبيقه فشلًا ذريعًا.
  •  ولكي نذكر بالحادثة فقد لقي جورج فلويد مصرعه في الخامس والعشرين من شهر مايو / أيار من العام الماضي 2020 على يد ضابط من شرطة مينابولس، يدعى ديريك شوفين، وكان ذلك أثناء محاولة القبض عليه، وخلال مدّة تسع دقائق، ضغط تشوفين بركبته على رقبة فلويد في مشهد تم توثيقه بكاميرا موبايل على يد شابة في السابع عشر من عمرها. وانتشرت هذه المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي كالنار على الهشيم مما سبب موجة عارمة من الغضب والاستياء في كل انحاء العالم. وقد أدين شوفين في محاكمة الشهر الماضي بقتل من الدرجتين الثانية والثالثة والقتل غير العمد من الدرجة الثانية، وبحسب بعض المصادر فقد دفعت مدينة مينابولس لعائلة فلويد في تسوية قانونية مبلغًا وقدره سبعة وعشرين مليون دولار.
  • وعلامة على أهمية الواقعة في صحن السياسة الأمريكية استقبل الرئيس جو بايدن عائلة جورج فلويد في البيت الأبيض في يوم ذكرى وفاته (الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر مايو – الخامس). ولقد صرحت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان صحفي أن الرئيس جو بايدن متحمس لسماع تصورات أسرة جورج فلويد وما سيدلون به نائبين عن الحشود التي خرجت من أجل نصرة قضيته، مؤكدة أن وعدا لم يتم الوفاء به يلوح قبل الاجتماع، لا سيما قانون جورج فلويد الذي كان بايدن يحلم به أن يكون حيز التنفيذ بحلول الذكرى الأولى لوفاته.
  • حاجة ماسة إلى تغييرات عميقة للغاية
  • وأنا أرى يا سادتي أن زيارة عائلة فلويد للبيت الأبيض بادرة طيبة ومبادرة موفقة، بل وخطوة مباركة من قبل الرئيس بايدن يؤكد فيها مما لا يدع مجالًا للشك أهمية هذه القضية المصيرية تجاه الشعب الأمريكي الذي انتخبه، ولكنها في نظري لا تعني الكثير أو بالأحرى هي ذات طابع تجامليّ لا غير، ما دام التغيير المطلوب لم يدخل حيز التنفيد وما دامت القوى السياسية لم تتفق عليه تماما، الديموقراطيون والجمهوريون، فهناك حاجة ماسة إلى تغييرات عميقة للغاية فى كيفية تحقيق العدالة لكل فرد في أمريكا وبكل الحقول دون فرز وعلى امتداد كل مدنها، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
  • والأمل لن ينقطع ما دامت شعلة هؤلاء الشباب تحترق لينبثق نورها وتسري نارها من أجل العدالة وفي سبيل الأمن والأمان في أمريكا بل وفي كل دول العالم. ولكل مجتهد نصيب والثورات لن تخمد ما دامت أصواتها تدوي وتنادي في المشارق والمغارب هل من مزيد!
  • محمد بدوي مصطفى
  • حقوق النشر: محمد بدوي مصطفى 2021
  • ar.Qantara.de
david-grossman.jpg

“I believe what Hamas says”

Israeli author David Grossman still holds fast to the two-state solution, even in the wake of the October 7 massacres. The Israelis are fated to do business with Hamas, he saysInterview by Julia Encke


Print

David Grossman is one of the world’s most influential writers alive today. He has just turned 70. “Frieden ist die einzige Option” (Peace is the Only Option) is the title of the book that has just been published by Hanser Verlag. It is a collection of speeches and newspaper articles by Grossman in recent years and months, several published after the Hamas massacre in Israel.

Mr. Grossman, Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu has just rejected U.S. President Joe Biden’s claim that he views a two-state solution as realistic. Ensuring that the Gaza Strip does not pose a threat to Israel is contrary to Palestinian sovereignty, Netanyahu said. You were always a defender of the two-state solution. Do you still have hope that this can be realised?

David Grossman: I believe, even more than I did before, that the only possible solution is the two-state solution.

Why?

Grossman: Those who advocate the bi-national state should wake up and understand that these two peoples, the Israelis and the Palestinians, cannot form a political entity. I believe what Hamas says. They mean what they say. They have openly declared that Israel should be wiped out. They began doing that on 7 October. That’s why we need to take them seriously. If we want to have a future, we can’t avoid reaching agreements with them. But of course, any agreement between us and them will be based on uncertainties. There’ll be a lot of mistrust. It’s hard to accept that we’re fated to do business with Hamas. We were attacked by them so brutally and we know they’ll take any opportunity to inflict damage on Israel.

But you still think agreements are possible?

Grossman: There’s no other way than to try and establish some sort of dialogue between us and them. We hope they’ll never see an opportunity like that of 7 October again, which means we’ll be on our guard all the time. It’s a dangerous state of mind. Our complete existence – a large part of it at least – is restricted, because we have to be constantly on alert and searching for signals or signs of something that could put us at risk. We’re lost. We had hoped to live like Athens and now we realise we have been living in Sparta. Our challenge as a society will be to provide for ourselves, while at the same time keeping alive the desire to live a more fulfilling life.

Israeli military offensive in Gaza   ·  16.10.2023

A carte blanche for Netanyahu harbours risks. This applies especially to the military operation in Gaza. Western governments really ought to know this already.

Forces unleashed in the Middle East

A carte blanche for Netanyahu harbours risks. This applies especially to the military operation in Gaza. Western governments really ought to know this already. An interjection by Stefan Buchen

A painful deal

What Hamas is demanding is not a humanitarian ceasefire, but a total withdrawal of the Israeli army from the Gaza Strip and the release of thousands of Palestinian prisoners, among them people who have murdered civilians. Many Israelis and most of the hostages’ families are convinced that this painful deal must be made.

Grossman: There’s unfortunately no other way at the moment and there’s no reason for Hamas to soften its position, because it holds such an asset, namely the 136 hostages, including children, a one-year-old child Kfir Bibas and his brother Ariel Bibas, who’s four years old. I recorded a lullaby for them yesterday in the hope that they’ll get to hear it somehow.

A lullaby?

Grossman: Yes, there’ve been several instances in this 7 October conflict when the hostages have heard songs or voices directed at them. They have had access to radios – they’ve heard them.

That recalls your novel “To the End of the Land”. When the badly injured Avram has lost his position and whispers into his radio during the Yom Kippur War: “Hello, Israel, homeland? Do you still exist?” before being taken into Egyptian captivity and tortured for days because he belongs to an intelligence unit. Just a few kilometres away, his best friend Ilan hears his voice.

We hope they’ll maybe hear the melody of the lullaby. Perhaps it’ll bring them some sort of comfort, I don’t know how, but OK. Can we give up? What Israel has done in Gaza, that’s terrible to me too. But I see it as a different form of horror. What we experienced on 7 October is unprecedented. For us, at least. I haven’t seen the videos, but you don’t have to see them to be overwhelmed by the anguish and despair at what people are capable of doing to one another.

Many people in Israel also feel betrayed by their own government.

Grossman: Who created this situation? It wasn’t us. But this country has betrayed its citizens, it didn’t protect them. Protecting citizens’ lives is one of a state’s most important duties. And Israel failed to do this.

Israelis struggle to process Hamas attacks

  • A Palestinian child plays football in the street in Hebron in front of four Israeli soldiersIsrael’s security priorities: while they cope with trauma, many Israelis are asking how Hamas pulled off the attack seemingly without warning. Some media reports and Israeli human rights groups suggest that the government has diverted resources from protecting citizens on Israeli territory to serving settler interests in contested occupied Palestinian territory in the West Bank
  • Israeli troops on the border of GazaPreparing for war: for Israel’s soldiers, there is little time to rest and grieve. Hundreds of thousands of them may be ordered to enter Gaza, which Israel formally left in 2005 while retaining control of its air, sea and land access. Ahead of a possible incursion, Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu said Gazans should get out while they can – a near impossible task with borders closed by Israel and Egypt
  • Soldiers stand near a burnt-out vehicle Music festival turns deadly: one of Hamas’ deadliest attacks was on the Supernova music festival, held at a kibbutz near Gaza. It was an easy target as Hamas fighters stormed across the unofficial border into Israeli territory on Saturday. Festival-goers fled in panic. At least 260 did not survive, while others were taken hostage. Israeli soldiers, seen here, later secured the scene
  • Israeli soldiers in Kfar Aza following the Hamas attackClearing out Hamas: Israeli forces regularly go into Palestinian areas to conduct operations that kill combatants and civilians alike. Far less often do they have to do the same on their own ground. Authorities were seemingly unprepared to protect the Israeli towns and kibbutzim close to Gaza targeted by Hamas fighters. Troops engaged in long standoffs to clear them out, seen above, but the damage was done
  • A mourner kneels at a grave of an Israeli victim of a Hamas attackIsraeli burials: violence between Israel and Hamas usually results in a lopsided death toll on the Palestinian side. In catching Israel unaware, the Hamas attacks initially flipped that count. Almost as many Israelis, mostly civilians, were killed over the weekend as during the entire second intifada in the early 2000s. Jewish religious law requires quick burials, so funerals took place shortly after the attacks
  • People donating blood in Jerusalem on 9 October 2023First-aid response: some Orthodox Israeli Jews can be exempt from otherwise compulsory military service. They and others are finding non-military ways to contribute, such as blood donation. Within hours of Hamas’ incursion, hospitals were confronted with thousands of wounded patients. In Gaza, due to the Israeli blockade, medical infrastructure is in no shape to cope with those injured in Israeli counterattacks
  • A Thai woman holds photos of her 26-year-old son, who is missing after the Hamas attacks in IsraelFar-reaching impact: a new war between Israel and Hamas has consequences for the whole world, and not just in terms of geopolitics. With restrictions on Palestinians entering Israel to work, many temporary and lower-wage jobs are filled by people from much further away. Thousands of Thai people live in Israel, and some have been killed or kidnapped by Hamas fighters. The fates of others remain unknown
  • A Palestinian child plays football in the street in Hebron in front of four Israeli soldiersIsrael’s security priorities: while they cope with trauma, many Israelis are asking how Hamas pulled off the attack seemingly without warning. Some media reports and Israeli human rights groups suggest that the government has diverted resources from protecting citizens on Israeli territory to serving settler interests in contested occupied Palestinian territory in the West Bank
  • Israeli troops on the border of GazaPreparing for war: for Israel’s soldiers, there is little time to rest and grieve. Hundreds of thousands of them may be ordered to enter Gaza, which Israel formally left in 2005 while retaining control of its air, sea and land access. Ahead of a possible incursion, Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu said Gazans should get out while they can – a near impossible task with borders closed by Israel and Egypt
  • Soldiers stand near a burnt-out vehicle Music festival turns deadly: one of Hamas’ deadliest attacks was on the Supernova music festival, held at a kibbutz near Gaza. It was an easy target as Hamas fighters stormed across the unofficial border into Israeli territory on Saturday. Festival-goers fled in panic. At least 260 did not survive, while others were taken hostage. Israeli soldiers, seen here, later secured the scene
  • Israeli soldiers in Kfar Aza following the Hamas attackClearing out Hamas: Israeli forces regularly go into Palestinian areas to conduct operations that kill combatants and civilians alike. Far less often do they have to do the same on their own ground. Authorities were seemingly unprepared to protect the Israeli towns and kibbutzim close to Gaza targeted by Hamas fighters. Troops engaged in long standoffs to clear them out, seen above, but the damage was done

1 / 7

Undemocratic symptoms

In your book “Peace is the Only Option”, which has just been published in Germany, you describe the occupation as a “crime” and question whether Israel still deserves to be called a democracy.

Grossman: On the one hand we are a democracy. We have freedom of speech, freedom to pursue whatever profession we choose, freedom of assembly. I can write the worst things about our prime minister and they’ll be published on the front page of the next newspaper edition. Democracy is very deeply rooted in Israeli tradition, but if you occupy another people, for such a long time – we’re talking about more than 56 years, can you imagine? – then you can’t really talk about democracy anymore.

Democracy arose from the noble concept that every human being is born equal. If you repress another people, you inevitably start believing that not all humans are equal. That some people are more valuable than others. These are all undemocratic symptoms. They are also a reason for me to fight for the end of the occupation, because I have the feeling that this depraved mindset, of being an occupier and a democrat at the same time, is eating us alive.

In 2021 you gave a speech at a demonstration on Habima Square in Tel Aviv. In that speech, you said that the true battle isn’t taking place between Arabs and Jews, but on both sides between those “who strive to coexist in peace and a fair partnership and those who sustain themselves mentally and ideologically from hatred and violence”. Is that still the case?

Grossman: Thank God most Palestinians aren’t Hamas. And I believe there are even Palestinians who are ashamed of what Hamas has done in their name. I’m not naive. I know that many Palestinians were really pleased about the attack and expressed that openly. But there are also other Palestinians who see the brutality of these events as a sign of something very bad that’s happening to Palestinian society.

The Netanyahu era is regarded as over, but how will it end?

Grossman: Netanyahu is a very wily and manipulative politician who won’t give up so easily. He’s dependent on the country’s extreme messianic forces. That’s why Israeli politics is becoming more and more aggressive.

Immediately after the Hamas attack on 7 October, Israel’s government tried to persuade the U.S. government to also support a pre-emptive strike against Hezbollah. Fortunately, it didn’t come to that. But do you still think the conflict is in danger of escalating?

Grossman: That’s a very good question. I’m not sure if I have an answer, but as you said, luckily we were spared the terrible option of a conflict with several enemies, because so far it hasn’t been expanded to include Hezbollah and possibly Iran and the West Bank. As you say, fortunately and probably owing to cabinet members like Gadi Eisenkot and Benny Gantz, the two more moderate and responsible adults in the room. After all, if we were to start carrying out strikes like that, a multi-front war would be an unavoidable consequence. And we’re not prepared for such a war, particularly after the exhaustion caused by the war in the Gaza Strip.

Germany’s position on the Gaza war   ·  31.01.2024

A destroyed building in Khan Younis after an Israeli airstrike

Far from the straight and narrow

The German government’s barely audible criticism of Israeli’s handling of the war in Gaza is inflicting substantial damage on its foreign and security policy, weakening democracy not only in Germany, but worldwide. A change of course is urgently needed

Criticise, but don’t delegimitise

What role can and should Europe and Germany play?

Grossman: Against the backdrop of the total delegitimisation of Israel in some European countries and at American universities, the German ambassador Stefan Seibert’s support was very decisive and direct, just as it should be.

He’s very well-known in Germany, he used to be a TV presenter and government spokesman for Angela Merkel. Have you met him?

Grossman: Yes, I know him and I’m very impressed by him.

There are two opposing camps in Germany’s public debate. Some accuse others of not honouring the nation’s historical responsibility to Israel, while others say this historical responsibility should not blind us to the suffering of the Palestinian people. What’s your advice to the Germans?

Grossman: You know, sometimes I hear people here saying that what the Israelis are doing to the Palestinians is the same as what the Germans did to us in World War Two. I think that’s wrong, but I believe that something much more complex is true and that it does have something to do with what was done to us. That’s why we’re not in a position to make genuine peace. The sense of deep mistrust and vulnerability must be healed before we’re able to make peace with the Palestinians.

https://youtube.com/watch?v=yX5CGTpoYqg%3Fsi%3DSeQG22jMozQLfSun

Israel can be criticised and should sometimes even be criticised. But it shouldn’t be delegitimised. It shouldn’t be a target for those who call for the destruction of Israel. We hear it again and again, mass demonstrations, thousands or hundreds of thousands of people demanding the death of Israel, its annihilation. No other nation on Earth has such voices against it. Not even the terrible, cruel North Korea, not Iraq in the Saddam Hussein era, not Russia, which is raping Ukraine. No one says let’s get rid of Russia, let’s get rid of Iraq. These cries are only levelled at Israel.

And this is where Germany’s responsibility comes in?

Grossman: Germany’s moral responsibility to Israel is to emphasise its legitimacy and remind people to heed the nuances of the situation. There are so many nuances. Those who tell you they can solve the problem immediately don’t know what they’re talking about. It’ll be years, perhaps even decades, before we can start to recover. From the long occupation and the terrible massacres. And again, I’m not comparing the two. I think they’re both totally different realities.

Violence in Israel   ·  14.08.2015

Extremism is spreading

Blind, archaic hatred has driven a number of Israelis to commit murder in recent weeks. Today, it is evidently enough just to be a Palestinian or gay to be the target of attacks in Israel. An essay by the Israeli writer David Grossman

Recreate a mature, democratic state

When you gave a eulogy for the terror victims in November, at the end you spoke about the possibility of a new beginning, the possibility of “building a new state for the second time”. What did you mean by that?

Grossman: I said that for us, the Israelis, Israel still can’t be a home. It’s more like a fortress. The tragedy is that we no longer even know whether it’s a fortress. As we’ve seen, we’re very delicate, very weak, vulnerable.

How can it become a home?

Grossman: We need to recreate Israel as a mature, democratic state. Firstly, I believe that we need shrewd and courageous leaders on both sides, the Israeli side and the Palestinian side. Only when both are in a position to talk to each other can we restore this society and understand what price we pay if we’re not a completely democratic country. That’s a huge challenge. And even now, as I’m talking to you, I’m wondering: how can we do that? I’m not sure I have an answer.

Are you managing to write at the moment, or is it impossible?

Grossman: It’s impossible but unavoidable. Only when I write, do I breathe with both lungs. When I don’t write, I’m completely at the mercy of the atrocities. Right at the start I rebel against it, and I say to myself how can you write a story about this or that, as the world implodes and then, after a while, I sense that it’s revitalising me. I sometimes compare it with someone who takes an anchor and throws it into the future – and then begins to pull themselves with all their strength towards the anchor and into the future.

Julia Encke

© Frankfurter Allgemeine Zeitung/Qantara.de 2024

Translated from the German by Nina Coon

zeruya-shalev-piper-verlag.jpg

“I am shocked and grieving, yet hopeful”

“Dancing, standing still” is the name of the first novel written by Israeli author Zeruya Shalev – now published for the first time in German as “Nicht ich”. In it, a child is kidnapped and taken across the border. There is also talk of a tunnel. A conversation about disturbing topicality and the question of where all this is leading usInterview by Julia Encke

LinkShare

Print

Your first novel came about by chance. You were waiting for someone in a cafe in Jerusalem. Do you remember who it was?

Zeruya Shalev: Yes, I had just started working as an editor for a publishing house and was waiting for an author whose book I had edited. I remember who it was, but the name doesn’t matter. He has only published one other book since then.

There were no mobile phones yet, and you started writing on the back of his manuscript. Were these your first sentences as a novelist? The first pages of your book “Dancing, standing still“?

Shalev: Yes, the first pages of the novel remained exactly as I wrote them at the time, in a completely unexpected burst of inspiration. I thought it was going to be another poem, but then I realised that the lines just didn’t stop, they got longer and longer and took on a completely different rhythm. I didn’t realise it was going to be a novel, and I had no idea how it would develop. Of course, it wasn’t the first time I’d written words and sentences and not understood where they were coming from and where they were going, but it was the first time they had drawn me away from poetry and into prose.

The novel is only now being published in German, although it was originally published in Israel in 1993. How was it received?

Shalev: The reception was very cool. Or rather, very heated, because most of the discussions were angry and often quite aggressive: a moral condemnation of the heroine and basically of the author, her character and her decisions. Over the years, this attitude changed. The first research papers were written about the book, and to this day I am surprised when readers tell me that they like this novel more than any of my other books. But in the early days, I had the feeling that the criticism put readers off. Critics had enormous power back then when there was no Internet.

Cover of Zeruya Shalev's "Nicht Ich", published in German by Berlin Verlag
An unexpected burst of inspiration: “‘Dancing, standing still’ has no coherent plot, no realistic credibility, rather densely compressed emotional content, and there are also many absurd and grotesque situations,” says Shalev. “I think it’s my funniest book” (image: Berlin Verlag)

The “fresh air of failure”

Did this rejection intimidate or encourage you at the time?

Shalev: I admit I was deeply shaken by the criticism. It hurt to see the book I had written with such passion being humiliated like that. I was young, insecure and inexperienced, and pretty soon I believed the reviews and lost faith in the book and in myself as an author. I decided to stick to writing poetry, but the words stopped coming. I was afraid the authors at the publishing house would no longer trust me and I would lose my job as an editor. 

When I saw the newspapers on display in the corner shop at the weekend, I trembled with fear that I would discover yet another hurtful, scathing review. Looking back, however, I can say that the whole thing was somewhat liberating. When I started writing “Love Life”, I felt none of the expectations and fears I had experienced when writing “Dancing, standing still”. Apparently, I had filled my lungs with the “fresh air of failure”, as Samuel Beckett so brilliantly puts it in “Molloy“.

Love Life” was subsequently made into a film by German actor Maria Schrader and made her world-famous. When did you start writing it?

Shalev: It took me over two years to recover from the criticism, and it wasn’t a conscious decision. At some point I had a few sentences in my head that I couldn’t stop thinking about until I wrote them down. I was so happy that the words came back to me. I enjoyed the inspiration and didn’t worry about how it would be received. And if I did think about it for a moment, I didn’t have any great expectations. I wasn’t even sure if I wanted to publish the novel.

Your debut “Dancing, standing still” tells the story of a young woman who leaves her husband and daughter for a lover, but it doesn’t work out. It is the story of multiple loss. But it is told in a very different way to your later novels. Much more experimental, the language more explicit. How do you yourself see that?

Shalev: “Dancing, standing still” is definitely different from all my subsequent books. It’s my first book and it has something provocatively mysterious about it. The book has no structure, which makes it very different from all my other books. It is fragmented, a kind of deconstruction. It has no coherent plot, no realistic credibility, rather densely compressed emotional content, and there are also many absurd and grotesque situations. I think it’s my funniest book.

There are some sequences that are nightmarish: the parents get their daughter a male prostitute who takes her virginity. Or surreal: the man is pregnant and the female protagonist has no womb. Or: after the cuckoo clock breaks, the father becomes a cuckoo clock himself and, always on the hour, sticks his head in the door and shouts out some phrase several times. It’s really very funny. 

How does the writer Zeruya Shalev of 1993 differ from the writer you are now?

Shalev: I’m not sure I can see myself like that from the outside. Today I am more drawn to people’s actions than to their naked internal processes. It gives the impression that I have much more security and control, but I still sometimes feel the same in front of a computer screen or a sheet of paper, alone with the words, as I did back then.

Nothing is certain

Did you feel close to this mother leaving her family, her pain and defiance, back then, or was she more of a stranger to you?

Shalev: My feelings towards her varied a lot. I tried not to judge her, even when she said things that were difficult to bear. I know she was provocative, but behind it all I could feel her pain. No, she was never a stranger to me. When I was a student, I had a neighbour, older than me, who once told me that she had had to leave her children with her husband after she fell in love with another man. I didn’t live there for long, but I remember looking at her and thinking to myself, how much pain does this woman carry around inside her the entire time? And then, years later, when I became a mum myself, it evolved into this book.

Israelis struggle to process Hamas attacks

  • A Palestinian child plays football in the street in Hebron in front of four Israeli soldiersIsrael’s security priorities: while they cope with trauma, many Israelis are asking how Hamas pulled off the attack seemingly without warning. Some media reports and Israeli human rights groups suggest that the government has diverted resources from protecting citizens on Israeli territory to serving settler interests in contested occupied Palestinian territory in the West Bank
  • Israeli troops on the border of GazaPreparing for war: for Israel’s soldiers, there is little time to rest and grieve. Hundreds of thousands of them may be ordered to enter Gaza, which Israel formally left in 2005 while retaining control of its air, sea and land access. Ahead of a possible incursion, Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu said Gazans should get out while they can – a near impossible task with borders closed by Israel and Egypt
  • Soldiers stand near a burnt-out vehicle Music festival turns deadly: one of Hamas’ deadliest attacks was on the Supernova music festival, held at a kibbutz near Gaza. It was an easy target as Hamas fighters stormed across the unofficial border into Israeli territory on Saturday. Festival-goers fled in panic. At least 260 did not survive, while others were taken hostage. Israeli soldiers, seen here, later secured the scene
  • Israeli soldiers in Kfar Aza following the Hamas attackClearing out Hamas: Israeli forces regularly go into Palestinian areas to conduct operations that kill combatants and civilians alike. Far less often do they have to do the same on their own ground. Authorities were seemingly unprepared to protect the Israeli towns and kibbutzim close to Gaza targeted by Hamas fighters. Troops engaged in long standoffs to clear them out, seen above, but the damage was done
  • A mourner kneels at a grave of an Israeli victim of a Hamas attackIsraeli burials: violence between Israel and Hamas usually results in a lopsided death toll on the Palestinian side. In catching Israel unaware, the Hamas attacks initially flipped that count. Almost as many Israelis, mostly civilians, were killed over the weekend as during the entire second intifada in the early 2000s. Jewish religious law requires quick burials, so funerals took place shortly after the attacks
  • People donating blood in Jerusalem on 9 October 2023First-aid response: some Orthodox Israeli Jews can be exempt from otherwise compulsory military service. They and others are finding non-military ways to contribute, such as blood donation. Within hours of Hamas’ incursion, hospitals were confronted with thousands of wounded patients. In Gaza, due to the Israeli blockade, medical infrastructure is in no shape to cope with those injured in Israeli counterattacks
  • A Thai woman holds photos of her 26-year-old son, who is missing after the Hamas attacks in IsraelFar-reaching impact: a new war between Israel and Hamas has consequences for the whole world, and not just in terms of geopolitics. With restrictions on Palestinians entering Israel to work, many temporary and lower-wage jobs are filled by people from much further away. Thousands of Thai people live in Israel, and some have been killed or kidnapped by Hamas fighters. The fates of others remain unknown
  • A Palestinian child plays football in the street in Hebron in front of four Israeli soldiersIsrael’s security priorities: while they cope with trauma, many Israelis are asking how Hamas pulled off the attack seemingly without warning. Some media reports and Israeli human rights groups suggest that the government has diverted resources from protecting citizens on Israeli territory to serving settler interests in contested occupied Palestinian territory in the West Bank
  • Israeli troops on the border of GazaPreparing for war: for Israel’s soldiers, there is little time to rest and grieve. Hundreds of thousands of them may be ordered to enter Gaza, which Israel formally left in 2005 while retaining control of its air, sea and land access. Ahead of a possible incursion, Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu said Gazans should get out while they can – a near impossible task with borders closed by Israel and Egypt
  • Soldiers stand near a burnt-out vehicle Music festival turns deadly: one of Hamas’ deadliest attacks was on the Supernova music festival, held at a kibbutz near Gaza. It was an easy target as Hamas fighters stormed across the unofficial border into Israeli territory on Saturday. Festival-goers fled in panic. At least 260 did not survive, while others were taken hostage. Israeli soldiers, seen here, later secured the scene
  • Israeli soldiers in Kfar Aza following the Hamas attackClearing out Hamas: Israeli forces regularly go into Palestinian areas to conduct operations that kill combatants and civilians alike. Far less often do they have to do the same on their own ground. Authorities were seemingly unprepared to protect the Israeli towns and kibbutzim close to Gaza targeted by Hamas fighters. Troops engaged in long standoffs to clear them out, seen above, but the damage was done

1 / 7

What pulls the rug out from under the narrative the whole time is the relationship to the truth. Nothing is certain, the narrator hints at it again and again. Is there any certainty in this novel?

Shalev: The heroine presents quite different and contradictory versions of herself and her losses. The only certainty is that there was a great loss, that her world shattered. Presumably it was her fault, her decision, and this burden is so hard to bear that she tries to share it with the readers.

There is also a political component. The little daughter seems to have been kidnapped at the beginning, taken from the playground and across the border by soldiers. Reading this today, one immediately thinks of the hostages of 7 October 2023, of the terrorist act by Hamas in Israel. Do you feel the same way?

Shalev: It’s shocking. I’ve been thinking about it since 7 October. Not only is the girl kidnapped in one version, but the narrator also talks about corridors under the kindergarten where children disappear from time to time.

She says that she knew a few months before the girl disappeared that something terrible awaited her …

Shalev: … yes, and she suspected the kindergarten: “Too many underground passages lead to this kindergarten,” she says to her husband again and again. “There are too many people walking around. I’m sure every now and then a child disappears unnoticed in these corridors.”

What were you alluding to back then?

Shalev: In “Dancing, standing still”, it’s all unrelated. It’s clear that it’s an inner reality, not an actual event, but of course these unbearable images are influenced by the reality of life in Israel, even thirty years before 7 October 2023. As a young mother, I suddenly experienced the events in Israel at that time twice as intensely. Everything I had experienced in my childhood and youth  a few kidnappings from the 1970s had a huge impact on me – and everything that happened after I became a mother.

After the birth of my daughter, the newspapers reporting the outbreak of the first Intifada lay on my bed in hospital. My sense of security was shattered. When my daughter was three, we fitted her with a children’s gas mask and later placed her in a special sealed plastic tent to protect her from the threat of chemical weapons during the Gulf War. Of course, such events find their way into your nightmares, and when this is mixed with guilt, remorse and very ambivalent feelings, everything gets mixed up.

Israelis and Palestinians: “Standing Together”   ·  28.11.2023

 

A group of Jews and Arabs hold up pink placards with white writing: the Hebrew slogan translates as 'together'

“Help us move towards peace”

Since the war in Gaza, the grassroots movement “Standing Together” has become increasingly popular among Israelis and Palestinians. Founding member Itamar Avneri says they are calling for peace and independence for Israelis and Palestinians, absolute equality for all citizens – and true social, economic and environmental justice

The need to keep Jewish-Arab dialogue going

You were seriously injured in a suicide bomb attack by a Palestinian in Jerusalem in 2004. The assassin was a 24-year-old policeman from Bethlehem, a member of the Fatah-affiliated Aksa Martyrs Brigades, who declared in his farewell message that his act was revenge for an Israeli military operation in the Gaza Strip. However, this has not stopped you from consistently campaigning for understanding between Israelis and Palestinians. Last year in particular, you were highly critical of the Netanyahu government. How do you see the situation now, three months after the Hamas massacre?

Shalev: The last few months have been horrific and there is still no end in sight. I am shocked and grieving. I keep looking for signs of hope. One hope is the awakening of Israeli civil society, something that occurred during the anti-government protests and which continues now even in times of war, in a wide range of voluntary work where the government is not fulfilling its duties and the state is not functioning. Another hopeful sign is that the majority of Israeli Arabs are also showing solidarity. A few days ago, I spoke at a Hanukkah candle-lighting ceremony organised by “Women Make Peace” in the “Square of the Kidnapped” in Tel Aviv. There are so many people, so many women, who are fighting to keep the Jewish-Arab dialogue going. And there is also the hope, which admittedly still seems very abstract at this point, that something new and long-lasting will emerge from these terrible horrors, something that harbours a chance for peace.

What is the situation like in Haifa, where you live?

Shalev: So far, Haifa has been relatively safe. But if the confrontation with Hezbollah in the north escalates, Haifa will be heavily shelled, just like during the Second Lebanon War.

There are still hostages in captivity.

Shalev: It’s horrific to imagine what those kidnapped and taken to Gaza are going through. What is happening to the young women after we have seen what Hamas is capable of? What is happening to the elderly, the wounded? The Israeli government, the West, the USA and all those who value human rights must do everything they can to free these people alive from the hands of these sadistic terrorists.

Israeli author and peace activist David Grossman   ·  15.02.2024

 

Israeli author David Grossman attends an awards ceremony at the French consulate headquarters in Jerusalem

“I believe what Hamas says”

Israeli author David Grossman still holds fast to the two-state solution, even in the wake of the October 7 massacres. The Israelis are fated to do business with Hamas, he says

We see how the Palestinian people are trapped. They are sent from north to south, then the south is attacked. At the same time, high-tech Hamas tunnel systems have been discovered. Where is all this leading us?

Shalev: I hope it leads to the Hamas leaders surrendering and the war stopping. The situation for the people of Gaza is heartbreaking. It is another part of this great tragedy that Hamas is bringing upon our whole region. Hamas is shooting from private homes, from hospitals, abusing the population as human shields and denying them access to safe areas. The people of Gaza deserve better leadership, Hamas is not interested in them at all. I hope that this terrible war will lead to everyone in the region uniting against the extreme fundamentalists. I hope that the war will end soon and that we will have new elections to get rid of Netanyahu and his government.

You grew up in a kibbutz yourself. When the young writer Zeruya Shalev wrote “Dancing, standing still” in the cafe, would she have thought it possible that a situation like the massacre could ever occur?

Shalev: Unfortunately, it wasn’t that far off back then either. Kibbutz Kinneret, which my grandparents and others helped to found in the 1920s and where my mother grew up, was in great danger in 1948, just like the other kibbutzim in the area. My mother’s first husband, who survived the Shoah, fell together with many other young people in defence of these kibbutzim. There was no doubt at the time: if the Syrian army were to storm a kibbutz, then a massacre of the inhabitants would follow. My mother’s stories about that time are engraved on my memory, and they returned with horrific vividness on the Sabbath of 7 October. It is as if you can hear an echo of the whole of Jewish history in the events of 7 October.

Interview conducted by Julia Encke

© Frankfurter Allgemeine Zeitung/Qantara.de 2024

said-chalaban-live.jpg

Jarama – echoes of the Sahara

It’s a long way from Hungary to Morocco, both geographically and culturally. For expatriate Moroccan Said Tichiti, the distance finally caught up with him in 2018. Stuck musically and seeking inspiration he and two of his Chalaban band mates made the long trip to his former home. New release “Jarama” is the musical outcomeBy Richard Marcus

LinkShare

Print

The people and the region Tichiti comes from – the strip of Sub-Saharan known as the Sahel – is the area where Bedouin (predominately the Hassani) meets African and even Egyptian cultural heritages. Thus the region is awash with musical influences. The sounds of the descendants of African slaves (Gnawa) mix with the music of the Hassani and the Egyptian working-class music known as shaabi and create a melange that is both fascinating and beautiful.

Tichiti’s experience working with amalgamating popular musical styles – funk, jazz and even hip-hop – with traditional music from the African region, combined with his mixed Bedouin and African heritage, make him an ideal vessel for bringing this music to a European audience. However, that doesn’t mean it’s necessarily always an easy process. 

While he might have been born in Guelmim, Morocco – known as the gateway to the Sahara – Tichiti hasn’t been there since he left in the 1990s. As Echoes of the Sahara shows, even finding musicians to work with wasn’t easy. Yet, despite any problems he and his companions might have experienced, you can visibly see Tichiti drinking in his surroundings and the music. 

Cover of Said Chalaban's latest album "Jarama"
“Jarama” is a stunning collection of songs from a band of extremely gifted musicians. If you’ve not heard Chalaban before, this is a great introduction to their work (image: Chalaban)

Culture deeply embedded

He might not live in Morocco any longer, but the Sahara and the culture of its people are still deeply embedded in Tichiti’s soul. We discover this upon listening to Jarama. While there are only four songs on this EP, this does not detract from the experience of listening to this amazing fusion of European and Saharan music. 

Hassani concerts are described as spaces where new songs and poems are born, implying, like jazz music, that there is a large element of improvisation involved. The songs have no set time signature or theme and the lyrics are created on the spot by poets and songwriters. The similarities with contemporary rap and dance hall music, where MCs create songs on the spot as part of their performance, are striking.

While a recording doesn’t offer the same latitude for spontaneity as a live performance, we still hear some of the same organic quality to these songs that we would expect from a live concert. Each of the six musicians: Said Tichiti (vocals, guembri, lute, percussion) Meszaros Adam (guitar) Kaman Andras (keyboard and piano) Kroknay Andras (bass) Krecsmary Zsolt (drums) and guest vocalist Amine Naami, create a sound that is simultaneously tight and loose. 

While not completely emulating the improvisational quality of traditional music, the feel is similar. Never losing their rhythm or cohesion, they manage to avoid sounding stilted or formal either. They have located the magic sweet spot that makes it feel they are walking a tightrope musically – where one wrong step would see it all fall apart. 

https://youtube.com/watch?v=AVC0pTkncLk%3Fsi%3D-zYYfBgxjggAsfU0

Unique musical tightrope

For the listener, of course, this is part of the thrill and exhilaration. Nobody wants to see a tightrope walker fall, but the danger adds an extra dash of something to the proceedings that keeps us all on the edge of our seats. We listen to this music with the same breathless anticipation as might an audience watching a performer on the high wire, both relieved and excited when they finish a song successfully.

What helps keep the music on track – and by extension the band in harmony – is that it is grounded in the music and rhythms Tichiti picked up and performed when he was in Morocco. No matter what flourishes or embellishments decorate a tune, the core remains solid. While the influence of traditional music may not always be obvious, it is what carries the music forward.

Listen to the first song on the disc, the title song “Jarama”. It opens with Tichiti’s voice singing in what sounds like a prayer. The musical underlay is a mixture of electronic sounds and steady percussion, with Tichiti’s lute adding delicately phrased notes to fill out the sound.

As with other music from the Saharan region, this song has a trance-like quality. That said, it is less hypnotic than desert blues and more conducive to introspection and contemplation. The vocal focus allows the voices to ring out beautifully. As Jarama can mean ‘thank you’, the strength of the vocals makes this feel like a genuine expression of gratitude.

The final track, “Fulani” (one of West Africa’s largest ethnic groups – a nomadic pastoral people) is about the attachment the Gnawas feel towards their sub-Saharan ancestors. Having been brought to Morocco as slaves, people of Gnawa descent look back to the Fulani as the source of their culture and traditions. 

With this song Tichiti and his bandmates have created a piece of music that reflects his mixed Gnawa and Arabic descent, while also incorporating elements from contemporary European music. While this might have the potential to descend into something muddy and confusing, the track is a perfect example of the band’s ability to walk their unique musical tightrope.

Each musical style assumes a distinct strand within the body of the song. While they are introduced individually they are gradually woven together to make up the whole. The pieces are put together so seamlessly the listener doesn’t even notice. The glorious thing about this album is while we know the band combines elements from a variety of musical traditions to create their songs, all we hear is the final harmonious result. 

Jarama is a stunning collection of songs from a band of extremely gifted musicians. If you’ve not heard Chalaban before, this is a great introduction to their work.

Richard Marcus

© Qantara.de 2024 

Das

“Red Buds” – a TV series divides the country

The Turkish media authority has imposed a two-week broadcasting ban and fine on the series “Red Buds”, in which religious and liberal worlds collide. The series is apparently too close to the boneBy Elmas Topcu

LinkShare

Print

A TV series is currently causing a stir in Turkey. “Kizil Goncalar” (literally: ‘red buds’) was launched by the regime-critical broadcaster Fox TV in mid-December. The name sounds like a typical Turkish soap opera – but “Red Buds” is not. The TV series is politically explosive because it holds up a mirror to society and shows the political, economic and social crises in which the country finds itself. Above all, it demonstrates just how deeply Turkey is already divided into a strictly Islamic-religious and a liberal-Western world.     

The film tells the story of Meryem, who was married off at the age of 13 or 14 to Naim, a member of the strict Islamic order “Fainter” (“The Mortals”). In this fictitious order, which in the West would also be called a sect, members are expected to be absolutely faithful – a requirement Naim fulfils with devotion.

Following the devastating earthquake in 2023, Naim, Meryem and their daughter Zeynep turn their backs on their devastated south-east Anatolian homeland and move to the metropolis of Istanbul. Naim serves in a monastery, Meryem helps in the community while their daughter Zeynep is only allowed to attend a Koranic school, not a regular state school.

Soon she will have even bigger problems: The community wants to marry Zeynep off to one of the sect’s leaders. The latter is receiving medical treatment from the secular doctor Levent, who follows the Western ideals of state founder Ataturk. These two worlds, which could hardly be more different, are portrayed very realistically and thus provide a clear picture of the country. 

Turkey is divided between Ataturk's legacy – here a pop art-style poster – and political Islam
Turkey between Ataturk’s legacy – here a poster in pop art style – and political Islam: a TV series shows how deeply divided the country is between a strictly Islamic-religious and a liberal-western world (image: /AP Photo/picture alliance)

Success and fierce criticism

Turkey has been deeply divided for years. Under the Islamic-conservative AKP, the gulf between the strengthened religious groups and the weakened secular groups has grown ever wider. 

While liberals have been ousted from the state apparatus, the judiciary, universities and, in some cases, the private sector, many religious orders, brotherhoods and religious-conservative organisations have received ever more privileges and considerable financial support. “Red Buds” draws the audience into the inner life of the other group. It forces viewers to become more aware of what a polarised country they live in and to think about what kind of Turkey they want to live in. By the second episode, it had already reached almost seven million viewers – a remarkable rating in Turkey with its 85 million inhabitants. 

The series also triggered a wave of criticism. Both secular-liberal and religious-conservative groups felt they came off badly. The Islamist orders and brotherhoods demonstrated the loudest. They mobilised their supporters so that, according to the media supervisory authority RTUK, around 32,000 complaints were received by the relevant authorities. 

Without further ado, the authority imposed harsh penalties: a two-week break from broadcasting and a fine of around 275,000 euros against broadcaster Fox TV for allegedly violating “national and moral values”. In the dialogues, negative adjectives were used for Muslims perceived as religious and in some scenes religiously sensitive people were degraded, according to the RTUK’s statement. 

Turkish President Erdogan visiting the Ismailaga community
Turkish President Erdogan visiting the Ismailaga community. The radical Brotherhood has maintained close contact with the AKP for years (image: ANKA)

Government press agitates against “Red Buds”

For Islamic theologian Ihsan Elicia, the harsh punishments come as no surprise. RTÜK has long been aligned with the government and often intervenes in such cases on the grounds that many religious people are complaining. The theologian suspects that such cases offer the government a welcome opportunity to demonstrate its power – and to convey that it will not tolerate any criticism of Islam. The AKP wants to signalise that religious, bearded and veiled people should not be “despised” in Turkey. “They are now in power, they are even the state itself, that is the message,” says elicit.

The pro-government press has also been up in arms over the allegedly Islamophobic series. Many viewers, on the other hand, believe “Red Buds” shows a differentiated picture of religious conservatives and secular liberals. The production company has also insisted that its intention was not to make sweeping generalisations. 

“On the one hand, we want to show the devastating consequences of the behaviour of people who abuse their own values. On the other hand, we want to show that good-natured, honest people can find a common language despite their differences,” the company explained. 

There is certainly good, but some people choose evil of their own free will. “That upsets these milieus,” says Cavdar. 

The Ismailaga community, which is close to the government and has often made negative headlines in recent years – most recently because of the marriage of a six-year-old girl to a religious leader from their order – protested the loudest. Ismailaga has recommended voting in favour of President Recep Tayyip Erdogan for years.

Fethullah Gulen, founder of the Gulen movement, lives in the USA. The Turkish government suspects him of being behind the attempted coup in 2016
Fethullah Gulen, founder of the Gulen movement, lives in the USA. The Turkish government is convinced that he was behind the attempted coup in 2016 (image: Hizmet/AGB Photo/imago images)

The influence of Islamist orders

According to studies, four to six percent of the Turkish population have a connection to such Islamist orders and brotherhoods. “The influence of these orders is far greater than their membership figures would suggest,” emphasises expert Cavdar. This is because they are well organised and have maintained close and pragmatic relationships with the bureaucracy and politicians – for more than 200 years. 

According to Cavdar, brotherhoods such as the Naksibendi, to which the Ismailaga community also belongs, have been performing important tasks in the state apparatus since the early 19th century. There is also a long tradition of co-operation in politics and bureaucracy, because some in the state believed that such groups could be “useful”. 

The researcher explains that these groups do not gain power from the support of the population, but rather from their relationships within the state apparatus. “We have seen again in the recent past what damage such relationships can do to the country,” she adds.

This is a reference to the attempted coup in 2016, which centred on a power struggle between the ruling AKP party and the movement of U.S.-based preacher Fethullah Gulen. The Gulen movement also supported the AKP for years and infiltrated the state in the process. Since their expulsion, other brotherhoods have taken their place, as media reports show. These brotherhoods are now very powerful in ministries, the judiciary, health, education and the police. 

No fictional TV series is going to be allowed to disturb this privileged world. After all, if the representatives of religious-conservative milieus suddenly started to think about themselves and their lives, “they might realise that their dreams are never going to come true”, says Cavdar. ” Critical voices need to be silenced so that the inner circles can be kept in check.”

Elmas Topcu

© Deutsche Welle/Qantara.de 2024

hani-mojtahedi-official-website.jpg

Myths re-imagined

Kurdish singer Hani Mujtahid and German electro legend Andi Toma of Mouse On Mars have collaborated on an album that also pays homage to Mojtahedi’s grandfather, a Sufi masterBy Stefan Franzen

LinkShare

Print

As a Kurdish woman and singer, the conditions under which Hani Mojtahedi started out were less than favourable: Iran’s mullah regime is famed for its disdain for women, minorities, and music. Mojtahedi was raised with the traditional music of the countryside. Her grandfather, who was deeply immersed in Islam’s mystical Sufi teachings and equipped her with a fundamental understanding of music and spirituality, remains a big influence on her to this day. 

Around the turn of the millennium, Mojtahedi established Iran’s first all-woman band, but had to spend years running the gauntlet of the “religious” authorities. In 2004, she decided to walk away from her home country and her family for the sake of her future as a professional musician. 

In Berlin, her music became more open and more experimental. She teamed up with electronica artists, as well as taking to the stage with large orchestras, featuring in the hymnal symphony for Kurdistan, “Peshmerga”. When it comes to politics, Mojtahedi does not mince words: back in 2017, she wrote “Azadi”, a freedom song for the oppressed Kurds of Iran and, following the violent death of Mahsa Amini, she demonstrated her solidarity by supporting campaigns carried out by the “Woman, Life, Freedom” movement. 

https://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?dnt=false&embedId=twitter-widget-0&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOltdLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2ZvbGxvd2VyX2NvdW50X3N1bnNldCI6eyJidWNrZXQiOnRydWUsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9iYWNrZW5kIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19yZWZzcmNfc2Vzc2lvbiI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZm9zbnJfc29mdF9pbnRlcnZlbnRpb25zX2VuYWJsZWQiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X21peGVkX21lZGlhXzE1ODk3Ijp7ImJ1Y2tldCI6InRyZWF0bWVudCIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZXhwZXJpbWVudHNfY29va2llX2V4cGlyYXRpb24iOnsiYnVja2V0IjoxMjA5NjAwLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3Nob3dfYmlyZHdhdGNoX3Bpdm90c19lbmFibGVkIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19kdXBsaWNhdGVfc2NyaWJlc190b19zZXR0aW5ncyI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdXNlX3Byb2ZpbGVfaW1hZ2Vfc2hhcGVfZW5hYmxlZCI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdmlkZW9faGxzX2R5bmFtaWNfbWFuaWZlc3RzXzE1MDgyIjp7ImJ1Y2tldCI6InRydWVfYml0cmF0ZSIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfbGVnYWN5X3RpbWVsaW5lX3N1bnNldCI6eyJidWNrZXQiOnRydWUsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9mcm9udGVuZCI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9fQ%3D%3D&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1406037878828904451&lang=en&origin=https%3A%2F%2Fqantara.de%2Fen%2Farticle%2Fkurdish-singer-hani-mojtahedi-myths-re-imagined&sessionId=cccdb8030ff4a9197e6c868cfb598ad33c15f8e1&siteScreenName=Qantaraen&theme=light&widgetsVersion=2615f7e52b7e0%3A1702314776716&width=550px

From pop to experimental

“Hani sings for equal rights and there are people who are afraid of that – they are afraid of women and their power,” says Andi Toma, Mojtahedi’s colleague and partner. Clicking through Mojtahedi’s numerous video clips on YouTube, you get an impression of her immense diversity.

The powerful, traditional facets of her voice carry her through pop songs that make you want to dance as well as poignant songs full of introspection. It is this spectrum that makes it impossible to fit her neatly into one category – be it popstar, traditional singer, or experimental artist – because she has shades of all of them.

Mojtahedi’s current project is “HJirok”; the name is taken from a water spirit and stands for a fictional character which Mojtahedi herself embodies. “HJirok” emerged out of a trip Mojtahedi took with Andi Toma to the Iraqi-Kurdish region of Erbil.

The sounds of everyday life are layered together with Sufi drums, and the tunes of the long-necked lute, the setar, to create powerful, beguiling tracks. Toma lends his knowledge of production gleaned as part of the Düsseldorf-based duo, Mouse On Mars, with which he has spent the past 30 years exploring new pathways between performance art and the dance floor. 

https://youtube.com/watch?v=LUacKKUJQY0%3Fsi%3DU6VIy7D9o6URLdrO

Dialogue led by drums and voices

In recent years, interest in Sufi poetry and Sufi music in the West has often been presented in a superficial, even kitsch way. With “HJirok”, you get the impression that Toma has really internalised the rhythms of Sufi music, respectfully weaving them into structures that can be danced to.

Mojtahedi’s own interpretations on the other hand are enriched by her childhood experiences: on Friday evenings at her grandfather’s house, she witnessed a 300-strong Sufi community gathering in secret to perform the Dervish rituals which could no longer be held in public under the Khomeini regime.

Mojtahedi has no objection when it comes to using music to internationalise this deep, spiritual practice. “The Sufi sound has travelled around the world,” says Mojtahedi. “I love thinking of it as a dialogue between peoples, led by drums and the sounds of their voices.” 

Yet Mojtahedi uses the Sufi tradition as a mere starting point for free-ranging audio excursions for her exquisite and highly expressive vocals. The texts add yet another layer of meaning to “HJirok”: Mojtahedi is expressing the hope of an eventual, boundless, and peaceful cooperation between Kurds and Iranians.

She writes both in Kurdish and in Farsi, while also drawing on the work of the writer Ebdulla Pesew as a source of inspiration.

Portrait: the singer Cigdem Aslan   ·  23.07.2014

 

Songs of the outcasts

Rebetiko is a musical genre that describes the emotionally charged songs of Greeks who were expelled from Turkey in the wake of the population exchange of 1923. Cigdem Aslan, a young Kurd from London, lends her powerful voice to the stories behind these songs. By Marian Brehmer

Metaphor for the plight of women in Iran

The unlikely artistic duo has also worked in parallel on another project that is currently being showcased as a stage piece yet will not be released on CD before 2025: “Forbidden Echoes” sees Mojtahedi take up the Iranian myth of Shirin. From a mountaintop between Iran and Iraq, this allegorical figure sings of her sorrow over a lost love down into the valleys. 

With the help of Andi Toma’s electronic echo chambers, Mojtahedi reinterprets the story, letting her vocals reverberate off virtual rock faces, accompanied by a full symphonic chamber orchestra. Shirin’s fate becomes a metaphor for the plight of women under the mullah regime, which has subjected women’s voices to countless rules and restraints for decades. 

This is visualised particularly impressively on stage: Mojtahedi cries her grief into a huge video projection of the rugged mountain landscape. It’s a performance that carries its audience along with it, in an almost physical way.

Stefan Franzen

omadir

هوية أمازيغية في عرين الإمبراطورية الرومانية

نسق تاريخي لرواية الأديبة أمامة قزيز قائم على متخيل تقوده معرفة بفترة قديمة تزامن فيها شعبان: الرومان والأمازيغ. محمد بدوي مصطفى حاور الناقدة الأدبية الزهرة حمودان عن تفجير الخيال في الرواية.الكاتبة ، الكاتب: محمد بدوي مصطفى

نسخ الرابطمشاركة المقال

الطباعة

حوار عن تفجير الخيال “الذات والنسق ” في رواية “أومادير” للأديبة المغربية أمامة قزيز.

*********

بداية كيف يمكن أن نقدم للقراء، رواية ” أومادير” للأديبة المغربية أمامة قزيز؟

 الزهرة حمودان: يتخلق نص رواية “أومادير” للأديبة المغربية أمامة قزيز من العلاقة التفاعلية بين نسق عام تنتظم فيه البنية الإجرائية، للكتابة من لغة ومتخيل ومعرفة، والخطاب الذاتي للكاتبة، وبين التصورات التي تحملها لذات أنثوية تنشد التغيير في بيئة ملغمة بمتناقضات عقدية حضارية، وثقافة اجتماعية ينقصها حماس الفعل المحفز لأي طموح اجتماعي ممكن، من أجل محاربة الخرافة والشعوذة.

من خلال تقديمك المختصر هذا، يبدو أن البطولة المطلقة في الرواية هي الأنثى، كيف ذلك؟ 

الزهرة حمودان: يتصدر اسم “أومادير “، منفردا بعتبة العنوان، وعندما نتعرف على دلالته اللغوية عند الأمازيغ، كما أوردت الكاتبة ذلك، على لسان الجدة، فإن اسم “أومادير” مشتق من عفاريت الكهف الأسود الذي ولدتِ فيه…..”، وهو تعريف َيرِدُ بعد أشواط من القراءة في الرواية، وقد يكون ذلك متعمدا من المؤلفة لندرك من الأحداث مدى علاقة ” عفاريت الكهف الأسود” ودلالته الإيحائية، ببؤرة الخرافة والشعودة التي ترعرعت أومادير في حضنها؛ حضن العرافة التي تبنتها.

من المتعارف عليه، أن الاسم دلالة محبة الوالدين لميلاد مولودهما؛ غير هذا ما لم يتم مع أومادير، لأن والديها، فقدا حياتيهما ثمنا لعلاقتهما الآثمة بحسب معتقد القبيلة، وكانت أومادير هي ثمرة هذه العلاقة.

تؤكد الكاتبة هذا المنحى في قراءة دلالة اسم “أومادير”، وتناسقه مع ظروف تنشئتها، من خلال عدة نصوص وفقرات الحكي، نأخذ منها، التالي:

“لا شيء يعيـق انهمارهـا عـلى رجلهـا المفتـون، شـلالا مـن الرغبـة والإرادة في إثبــات الجوهــر الململمــة شــظاياه مــن تحــت أنقــاض الفقــر والتخلف وعشوائية عيــش فرض عليها – منذ ولادتها”.

ومن خلال سمة “الإرادة في إثبات الجوهر” {جوهر أومادير}، هيأت لها رؤية نسقية استهلتها بإسناد صفة” صيادة العصافير”، لأنها فعل يتطلب الكثير من الدهاء لنصب الشراك والكمائن، فليس من السهل الإمساك بالعصافير، من دون هاتين الخصلتين.

وصفة صيادة العصافير التي خصت بها المؤلفة لشخصيتها البطلة؛ هي من كشفت ملكة الدهاء لديها، إذ كان سلاحها في اكتساب انتصاراتها، والذي وقاها السقوط في الأخطار التي واجهتها على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الجماعي مع قبيلتها.

من خلال ما قلتِه فإن قارئ الرواية سيكون أمام رواية تحمل رموز وإشارات، وهما تقنيتان في الكتابة، تفتحان أمام المتلقي بابي التشويق ومتعته، وباب المعرفة وآفاقها، هل هذا صحيح؟ وكيف وجدت ذلك في رواية أومادير؟

 الزهرة حمودان: تحقق أمامة قزيز، ما يمكن أن نسميه بـ “الاستفزاز التفاعلي” لدى القارئ من خلال استحضار متخيل يحضر في زمن تاريخي حقيقي قديم، وبناء لغوي له أدواته الخاصة، التي تخدم الصيغ والتعابير؛ لتقديم قضايا النصوص، وخطاب الروائية. إذ يحكم الرواية تناص تاريخي على مستويات عدة منها:

– الرموز والإشارات التي تحملها شخوص الرواية وأحداثها وسرودها، وهي الحاملة لأنساقها الثقافية كما سنرى، يجلي قضية التناص التاريخي، بعض الإسقاطات التي تنفلت من الذات الكاتبة المتخفية وراء الساردة من الخلف، خصوصا على مستوى اللغوي الذي تنبني عليه فقرات تأتي في النص الروائي، على لسان ذات الساردة؛ إما على شكل حُكْمٍ، أو تبئير تأملي، أو عبارات مصاغة على شكل حِكَمٍ، وفي هذا السياق نجد الساردة في تبئيراتها المنفعلة تأمليا في موقفين اختلفت حيثياتها، وتوحد حضور الحكمة في كلتيهما:

– “وفي الترتيب حكمة لا يعلمها إلا أورليوس”، وهذا الأخير هو الشخصية الرئيسة في الرواية، والعدو الذي أصبح حبيبا للبطلة أومادير.

 – “كم هي رخيصة أرواح الجاهلين الغافلين عن كنه الحقائق.”

 – “ولِمَ لا، إن كنا في النهاية كومة عظم ولحم، تستمد طاقتها من قيمة المشاعر التي تضخها وتتلقاها”

أو عبارات تنبئ عن عصر ذات الكاتبة، ونسيج نسقها الثقافي، إذ تدرج مفردات هي في حد ذاتها مفاهيم لعصرنا الحالي، مثل: التعايش والتطبيع – المقاومة – المأزق الطبقي – معاهـدة السـلام ـ التطهير.

وهي بهذا توظف تناصا لغويا مجترحا من معجم لغوي معاصر، لتجلي علاقة نص روايتها بالمؤثرات الاجتماعية والسياسية الأبرز في حياة الشعب الأمازيغي، وعلاقته أيضا بالسلطة والقوّة، التي تمثلها الامبراطورية الرومانية في الزمن الذي تجري فيها أحداث الرواية، وتحيا فيه شخوصها، لتصل بالقارئ – في النهاية – إلى التقاط الإشارات التي من خلال تفاعله معها، تحضر لديه المقارنة بين المتخيل في الرواية، والواقع الذي يعيشه، على مستوى صراع الحضارات، والأفكار الدينية والسياسية التي تثيرها السلط والأفكار المهيمنة في عصره، وتعتبر هذه هي القضية، المقصدية الأساس في تحول الكتابة الروائية اليوم نحو “الرواية التاريخية”.

يتنوع التناص في الرواية، في تساوقه مع موضوعاتها، مناسبا لدلالة سياق النص القرآني الذي تم توظيفه. مما ورد بهذا المعنى، نقرأ هذا النص من الرواية:

“رأيــت نحوتــا أخــرى لســاحات المعــارك والخيــول العاديــات في الأروقــة والباحــات”،

كما يتكرر التناص القرآني في جملة ” بانت الأسماك شرَّعا”

كما تبدو من خلال هذه النصوص خصوصية دقة الوصف؛ الوصف الذي لا يعطل السرد، بقدر ما يسرع من سيولة أحداثه، إذ تقول الساردة:

“بينمــا أمســك أوريليــوس يدهـا، ورمـش في شيء مـن الارتبـاك، وهـو يشـجعها عـلى الصبـر والجلــد”… .

يقوم البناء السردي في الرواية على أنساق معرفية، يمكن تحديدها في ثلاثة، هي:

صحيفة المدائن حول الرواية المغربية "أومادير" للأديبة المغربية أمامة قزيز - إصدارات دار بدوي.  Zeitung Almadain zum Marokkanischen Roman Omadir
دفقة حياة مستلهمة من الزمن التاريخي للرواية وإصرار على الهوية الأمازيغية حتى في عرين الإمبراطورية الرومانية: تقدم الكاتبة المغربية أمامة قزيز “أومادير” كشخصية رئيسة بطلة للرواية، وهي تمتلك وعيا يؤهلها للتأمل في الفروقات الحضارية بين شعبها والدولة المستعمِرة؛ روما، وتسأل، والسؤال كما يقال، يولد المعرفة، لهذا فإنها ستجد الجواب في تداعيات ثقافة الخرافة بين أهلها، وتغييب العقل والمنطق. لتخطو نحو نقطة أخرى في الفهم، وهي رفض حضارة روما مادامت تأتي شعبها غازية، كما تقول الناقدة الأدبية الزهرة حمودان.

– نسق التاريخ القديم

– نسق المعتقد الروحي، واختلاف تفعيله بين الشعبين الأمازيغي والروماني، وإن جمعتهما الوثنية

– نسق ذاتي تمثله الأنثى/ الكاتبة بإصرار يتماهى مع إصرار شخصية أومادير المتحدية، لتقدم خطابها حول الحب والسياسة والبناء الحضاري للأمم، والهوية.

ذكرت الأنساق التي تحكم في البناء النصي لرواية أومادير، هل يمكن أن تُفصّلي أكثر؟

الزهرة حمودان: في البداية دعني أعرف باختصار شديد، مفهوم النسق، كما أجمعت عليه الدراسات النقدية الحديثة؛ من حيث كونه مجموعة من الأسس التي تنبني عليها بنيات ظواهر النص الأدبي، وما تحدثه، هذه الظواهر أو القضايا، من تفاعل لدى المتلقي، الذي هو من يدرك الوجود التاريخي الذي ينطوي عليه النص، ولعل هذه الرؤية هي ما تحققت عندي وأنا أقرأ هذه الرواية، فكان ما استطعت لملمته من أنساق في بنياتها التكوينية، والتي تفاعلتُ معها كمتلقية، وهي كالتالي:

 النسق التاريخي

 يقوم النسق التاريخي في الرواية على متخيل، تقوده معرفة بخصوصيات فترة زمنية قديمة، تزامن فيها وجود شعبين هما الرومان والأمازيغ، إذ تجري الأحداث المتخيلة في فضاء زمني/تاريخي؛ له خصوصياته الإنسانية، والجغرافية، والتزمت الكاتبة بشروط الخوض فيه، من خلال ما منحته من جهد في البحث والقراءة، ومن استحضار لروح عصره، الحاضنة لمتخيلها السردي.

وبهذا الصدد نقرأ في هذا النص المأخوذ من الرواية، والذي بثت فيه الكاتبة دفقة حياة مستلهمة من الزمن التاريخي للرواية، من خلال بلاغة تشبيه؛ يتناسب فيها المقال بمقام التواجد الحي في مجرى أحداث الرواية ما يلي :

“حاذرتْ في تسلق الجدار، متشبثة ببعض الأحجار الناتئة .. بلغت النافذة الوحيدة والواحدة في الزنزانة، والتي تطل على الفضاء الخارجي. كان قياسها لا يفوق فم قدر فخاري يستعمل في تخزين التين..”.

 توظف المؤلفة في هذا النص وحدة قياس ابتدعها متخيلها، من أجل أن تعطي الوجود الحي لبطلتها، في عصر شهد فيه التاريخ علاقة شد وجذب بين الرومان والشعب الموري/الأمازيغي، وذلك من خلال وحدة صناعة الفخار، لدورها في المعاش اليومي لكلا الشعبين.

كما يتكون النسق التاريخي في الرواية من أنساق معرفية صغرى منها:

النسق الحضاري كمحور، من خلاله تتبلور المقارنة بين شعبين:

– الأمازيغي الذي تغلب عليه البداوة؛ وهي تعتمد نمط عيش يقوم على الرعي، وصناعة الفخار، وعلى منتوج هذين العنصرين، يقوم اقتصاد شعبهم، وطقوسهم الاجتماعية والعقدية. وإليه تنتسب البطلة.

– الامبراطورية الرومانية بمدنيتها، وجبروتها العسكري، وما يتبع ذلك من المعمار، واللباس، والاقتصاد، وكذا تدبير أمور الحكم، وفن العيش.

نأخذ هذه الفقرة من الرواية، وردت في هذا السياق: ” شــعرت أنهــا أمــام حضــارة تســتحق الوقــوف احترامــا لأساســيات بنائهــا، وعماراتهـا الفنيـة، عقـول تنظـم وتحْبـك، تؤمـن بالعمـل وتمجـد الفـن، أمـا الآلهة فـلا يتعـدى دورها حـدود المبـاركات والتسـليم”.

وفي سياق هذا النسق المقارن، تتمدد العناصر المعرفية الناظمة للنسق الحضاري، لشعبين عاشا في تاريخ قديم واحد، غير متكافئين في التمدن وأساسيات بناء الاقتصاد القوي، وكذلك البناء العسكري. وهو نسق يحضره فعل المقارنة بين الشعبين، التي تفرضها الكاتبة على المتلقي، لتبرز قوة الصمود لدى بطلة روايتها الأمازيغية.

 أدمجت الروائية أمامة قزيز، الحقائق التاريخية حول هذا التباين، في نسيج متخيلها، إذ يمكن للمتلقي/الباحث أن يتقصى ذلك من خلال الرواية، لتبدو له الفوارق الحضارية التي تفعل حس المقارنة لديه.

– النسق الحضاري لدى الرومان

يمكن التقاط وحدات هذا النسق من خلال ما نكتشفه في النص من مفردات معجمية، ومعرفة، وطقوس، وذلك من داخل نصوص الرواية:

– الكتابة، نقرأ بهذا الخصوص:

. أوتــي بنقيشــة مــن الحجــر الكلسـي، فطفــق القــاضي يقــرأ مضمونهــا عــلى مســمع الحاضريــن.

  تقابلها أمية الكتابة عند الأمازيغ، من خلال نص أجرته المؤلفة على لسان “أومادير” في حوار مع معلمها الذي أحضره لها زوجها / القائد الروماني، عندما طلب منها يوما أن تقرأ قصائد هوراس:

“كيــف تطلب مني تذوق القصائد الغنائيـة وأنــا لا أعــرف القــراءة والكتابـة؟! لغتي الأم خليـط بـين البونيـة واللاتينيـة الدخيلـة، وسـكان قريتـي غير مهتمين بتدريـس أبنائهـم وتلقينهـم أصناف المعرفة الرائدة في روما وأقطابها المستقرة بطنجيس”.

صناعة الأثاث، ونقرأ وصفا لمشهد تصوره الكاتبة:

“بـرق شـعاع مـن الشـمس عبـر النافـذة المرخمـة، فانعكـس عـلى شـمعدان سـباعي يبـدو أنـه من الذهـب الخالـص” ثم في نص آخر:

“الـرواق المركزي، الـذي يتوسـط آخريْـن موازيـن ومحاطيـن بأعمـدة رخاميـة ذات تيجان كورنثيـة… تبـوأ الحضور مجالسـهم عـلى كـراسي خشـبية موضوعـة بشـكل دائـري مسـاير ُ لها موضـع لحلقـة القبـة، التـي زينـت بالإيروسات والآلهة، يَسـف الصـدارة المحفـوف بمزهريـات ضخمـة مـن البورصُلـن اللامع”.

صناعة التحف

. ثــم مــا فتــئ الســخي يأمـر خادمــاه بعــرض درع بيضــاوي الشــكل، ذي مقبــض مركــزي، ٍ وطـوق للتعليـق بلـون عـاج، معـزز بأطـواق معدنيـة، ومنقـوش عـلـى ســطحه تصويــرات لخيــول وعربــات”

التجارة

– التجارة في القمح النوميدي – حوامض امبساغا – جلود المواشي-سيوف – أردية – صوف – لحافات من النسيج المحلي- زيوت – كروم – امفورات السمك المملح – الفواكه المجففة

– عناصر الترفيه وأنشطة المجتمع:

– أعــدت الخادمــات متــكأ لســيدتهن في شرفتهــا الخاصــة… طنافــس مــن ريــش النعــام علــى ســجاد فــارسي مزركــش، تتوســطه طاولــة شــملت أشــهى الفواكــه… وعـلـى جنبــات الدرابزيــن انتـثـرت أصــص عمالقــة، تتــدلى منهــا عــروش النباتــات المتســلقة، مرشوشــة حواشــيها بزهــرات صغـيـرات مختلفــة ألوانهــا”..

– جلســت يوالنــدا تحــرك صولجانــا صغــرا مــن النحــاس بــن ريشــات الذيــل املــزوق لطاؤوســها املفضــل

– اذهبــي للخــان الكبــر قــرب الحمامــات حيــث يتســامر جنودنا…

– عازفة القيثار

– سـاحة المحكمـة، تفـرق الأعيـان وأعضـاء بلديـة المدينـة وهـم يرتـدون لبـاس التندك والتوغـا ذوَيْ اللـون الأبيـض كتمييـز لهــذه الطبقــة مــن العامــة”.

حضارة قبائل الأمازيغ:

الأساس الاقتصادي

– صناعة الفخار – الرعي – صناعة الأصباغ من الأعشاب لاستعمالها في صباغة خيوط الغزل، التي تستعمل في الحياكة.

باختصار هكذا يصفهم تقرير أحد قادة الرومان، الوارد في نص الرواية

“إليكم حصيلة الخرجات التطويعية للبربـر القاطنيـن خـارج حـدود الليمـس… كمـا تعلمـون فـإن نمـط عيشـهم يعتمـد عـى النظـام القبـلي، والحيـاة الاجتماعيـة بينهـم تسـتند إلى منطـق الجماعـة، يجسـدون نواتهــا الروحيــة في شــخصية رجــل ديــن يتــولى تدبــر شؤونهم المدنية واللاهوتية… غالبــا مــا يتجمعــون بضريح أحــد الزعمــاء أو القــادة الذيــن ناهضونــا منذ ســنين”.

النسق العقدي

يأتي المعتقد الروحي السائد بين شخصيات الرواية متأرجحا بين الأرض والسماء، على الأقل عند الشخصية الرئيسة ” أومادير”، القربان المنفلت، والشخصية الفارسية، أسير الحرب، مصارع الأسود ديباج الأشكاني، إذ تبدي حيرته العقدية بين دخوله حديثا في الديانة المسيحية وهو بين قومه من الفرس القديم، وبين ما يعتقده من استعبدوه كأسير حرب، يجلي هذا ما ورد بهذا النص: “عرض وجهه ذات البشرة الخمرية إلى أشعة الشمس المتوهجة، وأغمض عينيه متمتما: “لا قدرة لك أيتها الشمس على إحراقي”، ليضيف ليبرر رفضه للوثنية “لا ألوهية لمن ينقلب بين الشروق، لمن تحجبه غيمات المطر، لمن تنحته أيادي البشر فخارا وطينا، على هيئات صما كالحجر …..”. إلى أن يقول :” … مالك الملك الأكبر، ستظل الرابط الذي سيعرج بروحي إلى آفاق الملكوت اللامنتهي ..”

كما أن النسق العقدي المهيمن في الرواية؛ هو نسق المعتقد الوثني، ويتركب من المكونات التالية:

أسماء الآلهة:

عنـد الرومــان:

 جوبيتر– أبوللو– سيريس- ديانا – فولكان– نبتون- فينوس- يانوس

عند قبائل تمغزة:

أيديمون – غورزيل – أفري

يحضر النسق العقدي في الرواية منقسما إلى نوعين:

– النسق المهيمن من قبل السلط المركزية لدى كل من الرومان وشعب تمزغة

– النسق الهامش لدى شخصيتن هما:

ديباج الاشكاني في تقبله لنسق عقدي مختلف هو الدين المسيحي

أومادير المتمردة على معتقدها الروحي، إذ ترى في الوثنية خرافة مناقضة للعقل، لهذا تسخر منها، وهذه السخرية يجدها المتلقي في النصوص التالية:

– “ظريف هو الكبش لا يهش ولا ينش”

“يـا لظرافـة غورزيـل! لا حاجـة لنـا مـن أجـل الانتصـار سـوى قربـان آدمـي”

“في داخـلـي كفــر عــلى وشــك الاســتيقاظ مــن ســباته يــا جدتــي…” 

“لكـن المبتغـى لـن تطالــه بأفــكار باليــة، وتعنــت جــزافي”

يفجر وجود الأسطورة العقدية، كعنصر له منطقيته الوجودية من حيث كونه ولد وترعرع في الأزمنة الموغلة في القدم، متخيلا روائيا، يقوم عليه البناء العام للعمل، تؤازره في البناء، وتدعمه، موضوعة الآخر؛ سواء كان من أبناء جلدتك أو مستعمرا غازيا، وسؤال ثنائية الأضداد؛ كيف تتحول الأم إلى عدو قاتل، ويصبح العدو الغازي حبيبا حاميا، وعنصرا مطورا للذات المتعطشة للمعرفة.

نسق الهوية الأمازيغية:

تُعرَّف الهوية بأنها “مجموع الصفات أو السمات الثقافية العامة التي تمثل الحد الأدنى المشترك بين جميع الأفراد الذين ينتمون إليها، والتي تجعلهم يعرفون ويتميزون بصفاتهم تلك، عن سواهم من أفراد الأمم.”

ومن المتعارف عليه أن اللغة والدين والتاريخ المشترك، والوطنية، والأعراف والفنون، هي عناصر تكون الهوية الفردية والجماعية، وهي بالضرورة تتأثر بما تنتجه من مبادئ وقيم وأعراف، تنتظم فيها الأنساق الثقافية التي تحمل هويتها.

وفي الرواية تعمل المؤلفة على استحضار المقومات الأساس للشعب الأمازيغي، الذي يأتي في الرواية مَحْتِداً للشخصية الرئيسة أومادير، من حيث أنها” محصلة الأفكار والمعتقدات والاتجاهات التي يكونها الفرد عن ذاته، وعن الآخرين وعن بيئتهم ومجتمعهم.”

ومن الصفات التي منحتها لبطلتها؛ العناد والإصرار من أجل الحفاظ على الهوية وعقلنة المعتقد، النص التالي يرد في هذا السياق:

“اســتنكرت نظــرات أوماديــر الشــاخصة أمــر العجــوز المســايرة، المغايــرة لبنيــة قناعاتهــا، على نصــب للإلاهة أبولــون فــوق مرتفــع رخامــي، عــلى شــكل درجــات تكعيبيــة، يقــف بهيــأة رجــل متناســق الجســد، مليــح التقاســيم، على رأســه تــاج غــار، متبختــرا بقامتــه الفارهــة، وفي يــده قيثــارة، وباليــد الأخــرى قـوس وسهام… وقد يبدو أن هذا الإلاه في حجمــه الضخــم، وتبوئــه كل هــذا الإرتفــاع المشـرف عـلـى المدينــة كاملــة إشــارة إلى حمايتــه المقدســة لهــا وللقاطنـيـن فيهــا، رددتهــا أوماديــر”

كما نقرأ في الرواية نصا تبئيريا للبطلة يصب في السياق ذاته:

“… إنـه الجـرح النـازف في أعماقها…فكلامـه عـن التطهيـر أوحـى لهـا بإحسـاس أن بنـي جلدتهـا يُحاكـون فصيلـة نمـل تلزمهـم. الإبادة، حماية لمستودع الغلة …”.

كذلك ترد نصوص توضح إصرارها على هويتها الأمازيغية، حتى وهي في عرين الامبراطورية الرومانية؛ منها مثلا تقول البطلة وهي تخاطب جدتها:

“سأصمم زيا يمتح من أصولنا… أزور به روما”..

  “لمع الدهـاء في بريـق عينيهـا: سوف أشرف المقــام العــالي بالتأكيــد… لكــن عليــك أن تحيكــي لي رداء خاصــا يــا جدتــي”.

كما تستحضر الطقوس المقتطفة من ثقافة المجتمع الأمازيغي، ومرجعيته العقدية والحضارية، أي من روح عصر شعب “أومادير ” وفترته التاريخية. إذ تحضر الهوية الأمازيغية من خلال هذه الشخصية، ” كمفهوم للمواطنة الذي يستمد دلالاتها من استقرار الأمة، والذي بإمكانه أيضا أن يستوعب كل الثقافات الفرعية “، فنقرأ في متواليات الرواية، النصوص التي تجلي ذلك؛ مثل:

استحضار موسم حاكوزة رأس السنة الأمازيغية”

– طقس توشيم صغار الفتيات، الراغبـة أمهاتهـن في طبـع وشـم يوحـي بالارتبـاط الأولي بالعـرق التامزغــي عـلـى جلودهــن البضــة “

– لــن أفــرط في منبتــي… وســأمارس طقــوس هويتنــا يــا جدتي

نسق الذات الكاتبة

تبرز ذات الكاتبة في مواقع متعددة من الوحدات المكونة للرواية، ونصوصها وفقراتها، ما يجمعها هو تجلي الطابع الأنثوي للشخصية الرئيسة، نستنبط من الرواية بعضا منها فيما يلي:

– موقع مقارنة اللباس بين روما، وشعب تمزغة، تقول الساردة/الكاتبة: “أخذت الثوب الزهري بين يديها تتفحصه… {…} كان يتكون من قطعة واحدة …{…}… عكس اللباس المحلي، وتراءى لها أن الراعي المستولي، يبغي تجريدها من أصولها الأمازيغية، وتلقينها جذورا تنأى عن فصيلتها العرقية..أبدا لن أقبل”.

– موقع إبراز دهاء معقلن لـ ” أومادير”، من خلال هذا الحوار:

يخاطب القائد “أورليوس” القائد الروماني الغاضب، أومادير بعد أن استفزته بعنادها، وهو أيضا حبيبها:

– أنت وقحة للغاية، هذا ليس غريبا، ما دمت تنتمين لجماعة البربر المتوحشين”

تجيب بقوة روح العناد التي تسكنها:

 تنسَ يا صاح؛ قد خارت قواك، وفقدت عقلك ذات ليلة، وأنت بين أحضان هاته البربرية”.

 تقدم الكاتبة “أومادير”؛ كشخصية رئيسة للرواية، تمتلك وعيا يؤهلها للتأمل في الفروقات الحضارية بين شعبها والدولة المستعمِرة؛ روما، وتسأل، والسؤال كما يقال، يولد المعرفة، لهذا فإنها ستجد الجواب في تداعيات ثقافة الخرافة بين أهلها، وتغييب العقل والمنطق. لتخطو نحو نقطة أخرى في الفهم، وهي رفض حضارة روما مادامت تأتي شعبها غازية.

وهو نسق في الكتابة لدى المؤلفة تفجر من خلاله الخيال المعقلن –إن صح التعبير– انطلاقا من بؤرة توتر؛ تجمعها أحداث محفوفة بخطر موت البطلة الثلاثي الأضلاع:

– الموت كقربان يقدم للإله غوزريل في طقوس دموية

– الموت انتحارا بعد فرارها

– الموت بعد عودتها لإخبار قبيلتها بنية جيش عدوها/الرومان بغزوها إلى أن تعود أومادير إلى رشدها، وهي تستعيد مراحل هروبها إلى الأمام في مواجهة الموت، تشير إليها الساردة في هذا السياق: ” غابت أشباح الوهم..بل كانت أحلام يقظة لم تحسن استغلالها.”

ومن موقع حضور الذات الكاتبة، من خلال تقنية الحكمة المجلية لموقفها من قضايا معينة طرحتها الرواية، تفاجئ القارئ، مستقلة عن الساردة، حيث وحده السياق من يكشف علاقتها بالساردة؛ نقرأ هذا النص: “إملاءات الضمير الإنساني يستحضر مطارقه القضائية، على النفس المثقلة بأوزار عشق يمنعه الناموس العرقي الذي لقنته لها تماريس منذ نعومة أظافرها”، ومن موقع حضور مباشر للذات الكاتبة، تعبر فيه بمنطق الحكمة المطلقة، نقرأ هذين النصين كمثال:

    ” ما أصعب مساومة الذات البشرية التي تخسر رهانات الانتماء”

    ” ما أحوج البلد لوقفات تشكيك ومراجعة”.

– النسقية الأنثوية للذات الكاتبة:

 يرتكز نسق الأنثوية الذي تجليه ذات الكاتبة في الرواية، على عناصر بنائية أساس في الرواية، على رأسها، ما يأتي على لسان بطلتها ” أومادير ” عند مواقف متنوعة:

– التعريف لمواقفها في وجودها الخاص:

رؤيتها للأمور الحرجة:

” أومادير” الثائرة، لا تعترف بالوسطية في الحلول والرؤى؛ إما ضوء أو ظلام..أبيض أو أسود”

– الخصوصية التجميلية لدى الأنثى:

“الذرية مدعـاة لشـفقة الرجـل، والجمـال يؤجـج شـهوته… لكـن كيـف يظـل أوريليـوس عاشـقا لا يحيـد عنــي؟.. ابتســمت بمكــر وهــي تشيــر بســبابتها إلى زجــاج الواجهة البلورية المصقولة العاكسة لصورتها، شيء مـن هـذا المنداح، وبعض مـن ذاك الريـان… والبقيـة: خليـط مـن ثقافة العـصـر … شــد الانتبــاه … واخـتـراع المحفـز دائمــا”

نص آخر يغني نفس الموضوعة التجميلية لدى الأنثى، من خلال وصف نافذة صغيرة لحجرة البطلة:

“لكنها تفي بغرض إمتاع العين بمنظر السماء الزرقاء، وقد ترتوي بشرة وجهها الشاحبة بنسائم الهواء، الذي يهب منها عابر سبيل نحو آفاق أرحب..”.

– الاعتراف بموقف الشهامة للعدو، من خلال هذا النص:

” الشاعرية موقف اعتراف؛ يقر خلاله الرجل بتحمل كامل المسؤوليات المترتبة عن نزوة عابرة؛ شهامة لم تختبرها أومادير، في حكايات بنات جلدتها، وتحذيرات نساء القرية من مغبات التورط في علاقة مباشرة مع الذكور المتربصة، المقتنصة فرص الشهوة المغرضة “وهو نص يخدم أيضا أحد عناصر” النسق المقارن “، الذي تتأسس عليه النسقية العامة للبناء الروائي في النص.

الخطاب الروائي والأنساق المعرفية:

تعتبر الرواية جنسا تعبيريا غير منتهٍ في تكونه، لهذا نجد رواية “أومادير”، منفتحة من عدة مداخل للقراءة، غير أنه حسب ما يبدو من خلال قراءتي هذه، أن الخطاب الروائي الذي يمكن استخلاصه يقدم رؤية نقدية لقضايا جذورها ممتدة في القدم، وحضورها مازال قائما إلى يومنا هذا بوجه حداثي، خصوصا على المستويين الديني والسياسي.

 مما جاء على لسان “أومادير”:

“أتدريــن مــا هــو الفــرق بيننــا وبـيـن المســتعمر؟ إنــه العقـل، والقلـب مقابـل الخرافـة؛ فهـم ينوهـون بالعمـل، ونحـن نحـب التـواكل والكسـل… إنـه العلـم والفـن مقابل الكسـل؛ فهـم يمجـدون الابتـكار، ونحـن نميـل إلى التقليـد والانصهـار… إنـه الجسـد والـروح مقابـل العدميـة؛ فهـم يتوقعــون مباركــة الآلهة لأفعالهــم، ونحــن نعلــق كل عـزم بتقديـم قرابـين مـن لحمنـا ودمنـا إلى المجهـول… الفــرق يتجـلـى في الإيمــان… آلهتهــم تؤمــن بواقعهــم، ونحــن نؤمــن بواقــع آلهــة غيــر موجــودة..

ومن خلال تقنية الحكمة كما أسلفت الإشارة، وبلغة أكثر تركيزا في هذا التناص:

” إنه عقل الإنسان المقاوم للجنون والخبل، يتمسك بجذوات الأمل الطائش، هنا وهناك، المنفلت تارة من السحابات البعيدة في الآفاق…”.

تستحضرالبنية النسقية التي تؤطر الرواية، ضرورة وجود العقل إلى جانب المعتقد، فبوجودهما تتوفر شروط الحضارة، في حين أن غياب العقل عن المعتقد تندس الخرافة في المجتمع وتبني أنساق بديلة تناقض العقل كالقرابين البشرية مثلا، وتسليم زمام تسيير أمور المجتمع إلى العرافات والعرافين والمشعوذين والمسترزقين.

خاتمة

   تطبع الرواية سمة التوتر، من حيث كونها عنصرا مولدا للتشويق، بشقي وجودها التجريدي، والحدثي، ولقدرته على توليد أحداث الحكاية، كما يبرر تفاعل الأنساق المتضادة في الرواية؛ بين التمدن لدى الرومان، والبداوة عند قبائل تمزغة، وبفعلها في نفوس الشخصيات، والتفاعلات التي تفرز المواقف والرؤى، خصوصا عند الشخصيات النسائية الأمازيغية وهي تنفعل بالتمايز الحضاري، وتتفاعل، من خلال فعل التبرير، الذي يمارسنه في خطاباتهن، وهذا النص مثالا لذلك:

قالت أومادير بدهشة: يوحــي هذا الاختــلاف في ملبــس الســكان وتعــدد لــون بشرتهــم بــأن في هــذه العاصمــة تجمــع كبـيـر لشــتى الأعراق… إنه التعايش فيما بينها، والتآلف والتزاوج علقت تيمومت بزهو: هذا ما حصل معك ِ يا ابنتي…”.

وأنت تتقصين العناصر المكونة لأنساق النص، هل أفادك ذلك في الوصول إلى اكتشاف الخطاب الروائي للمؤلفة؟

الزهرة حمودان:

الخطاب الروائي والأنساق المعرفية:

 تعتبر الرواية جنسا تعبيريا غير منتهٍ في تكونه، لهذا نجد رواية “أومادير”، منفتحة على عدة مداخل للقراءة، غير أنه حسب ما يبدو من خلال قراءتي هذه، أن الخطاب الروائي الذي يمكن استخلاصه منها، يقدم رؤية نقدية لقضايا جذورها ممتدة في القدم، وحضورها مازال قائما إلى يومنا هذا بوجه حداثي، خصوصا على المستويين الديني والسياسي.

 مما جاء على لسان “أومادير”:

“أتدريــن مــا هــو الفــرق بيننــا وبـيـن المســتعمر؟ إنــه العقـل، والقلـب مقابـل الخرافـة؛ فهـم ينوهـون بالعمـل، ونحـن نحـب التـواكل والكسـل… إنـه العلـم والفـن مقابل الكسـل؛ فهـم يمجـدون الابتـكار، ونحـن نميـل إلى التقليـد والانصهـار… إنـه الجسـد والـروح مقابـل العدميـة؛ فهـم يتوقعــون مباركــة الآلهة لأفعالهــم، ونحــن نعلــق كل عـزم بتقديـم قرابـين مـن لحمنـا ودمنـا إلى المجهـول… الفــرق يتجـلـى في الإيمــان… آلهتهــم تؤمــن بواقعهــم، ونحــن نؤمــن بواقــع آلهــة غيــر موجــودة..

ومن خلال تقنية الحكمة كما أسلفت الاشارة، وبلغة أكثر تركيزا في هذا التناص:

” إنه عقل الانسان المقاوم للجنون والخبل، يتمسك بجذوات الأمل الطائش، هنا وهناك، المنفلت تارة من السحابات البعيدة في الآفاق…”.

تستحضر البنية النسقية التي تؤطر الرواية، ضرورة وجود العقل إلى جانب المعتقد، فبوجودهما تتوفر شروط الحضارة، في حين أن غياب العقل عن المعتقد تندس الخرافة في المجتمع وتبني أنساق بديلة تناقض العقل كالقرابين البشرية مثلا، وتسليم زمام تسيير أمور المجتمع إلى العرافات والعرافين والمشعوذين والمسترزقين.

أشرتِ إلى تعدد المداخل الاستقرائية المحتملة لرواية أومادير، ماهي البوابة التي تبدو لك متاحة أكثر لقراءة نقدية أخرى؟

الزهرة حمودان: بكل وضوح أراها تحضر في موضوعة التوتر، ذلك أن الرواية تطبعها سمة التوتر، من حيث كونها عنصرا مولدا للتشويق، بشقي وجودها التجريدي، والحدثي، ولقدرته على توليد أحداث الحكاية، كما يبرر تفاعل الأنساق المتضادة في الرواية؛ بين التمدن لدى الرومان، والبداوة عند قبائل تمزغة، وبفعلها في نفوس الشخصيات، والتفاعلات التي تفرز المواقف والرؤى، خصوصا عند الشخصيات النسائية الأمازيغية وهي تنفعل بالتمايز الحضاري، وتتفاعل، من خلال فعل التبرير، الذي يمارسنه في خطاباتهن، وهذا النص مثالا لذلك:

قالت أومادير بدهشة: يوحــي هذا الاختلاف في ملبــس الســكان وتعــدد لــون بشرتهــم بــأن في هــذه العاصمــة تجمــع كبـيـر لشــتى الأعراق… إنه التعايش فيما بينها، والتآلف والتزاوج علقت تيمومت بزهو: هذا ما حصل معك ِ يا ابنتي.. “.

في حكي تقوده أنثى حول فعل بطلة، منفلتة من ثلاثة أنساق للموت:

الموت كقربان على مذبح إله

الموت اختيارا (بالانتحار)، تمردا

الموت فداء لقبيلتها

لابد أن في طيات هذا النص ما وحي بالتصالح مع ذات الآخر المستعمر، غير أن هذا الجزم لا يمكن الأخذ به إلا بعد صدور الجزء الثاني من الرواية.

حاورها: محمد بدوي مصطفى

حقوق النشر: محمد بدوي مصطفى / موقع قنطرة 2022

ar.Qantara.de